السحر في شكل عصريّ

إنَّ كلمة العِرافة أو السحر تُقابَل اليوم بكلِّ ازدراء. والادِّعاء بأنَّ الناس يمكنهم أنْ يتَّصلوا بالأرواح الشرِّيرة يُعتبر خُرافة مِن خرافات العصور المظلمة. لكنَّ مناجاة الأرواح، التي يبلغ عدد معتنقيها مئات الألوف بل الملايين، والتي شقَّت لنفسها طريقًا إلى داخل الأوساط العلميَّة واجتاحت الكنائس ووجدت قبولًا مِن الهيئات التشريعيَّة وحتَّى في بلاط الملوك، هذه الخدعة الهائلة ما هي إِلَّا انتعاش في زيٍّ جديد للعرافة التي تمَّ النهي عنها منذ القديم.SRAr 395.2

إنَّ الشيطان يغوي الناس الآن كما قد أغوى حوَّاء في جنَّة عدن عن طريق إشعال الرغبة في الحصول على المعرفة المُحرَّمة، حيث أعلن قائلًا: «تَكُوْنانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تكوين ٣: ٥). لكنَّ الحِكمة التي تمنحها مُناجاة الأرواح هي الحِكمة التي وصفها الرسول يعقوب بأنَّها: «لَيْسَت… نَازِلَةً مِن فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ» (يعقوب ٣: ١٥). SRAr 395.3

إنَّ سلطان الظلمة يمتلك عقلًا جبَّارًا، وهو يُكيِّف تجاربه بكلِّ مهارة لِتُناسِب الناس على اختلاف أوضاعهم وثقافاتهم. إنَّه يعمل «بِكلّ خديعة الإثم» (٢ تسالونيكي ٢: ١٠) ليسيطر على بني البشر، لكنَّه لا يستطيع أنْ يحقِّق ذلك إلَّا عندما يخضعون لتجاربه بملء إرادتهم. إنَّ مَن يضعون أنفسهم تحت سُلطان الشيطان وقوَّته عن طريق الانغماس في طباعهم الشرِّيرة بالكاد يُدركون أين ستنتهي بهم السبل. وبعد أنْ يتسبَّب المُجرِّبُ في إهلاكهم يستخدمهم لإهلاك غيرهم.SRAr 396.1