Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الخدمة المسيحية

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    صُوَر مُعَبّرة

    لقد أثيرت محبة الله التي لا يسبر غورها إلى عمق أعماقها لأجل الناس. وإن الملائكة ليندهشوا حين يرون أولئك الذين تغدق عليهم هذه المحبة لا يقدمون إلا شكرا ضئيلا تافها، يستغربون لأن الناس لا يقدرون محبة الله إلا تقديرا ضئيلا. إن السماء لتسخط على الإهمال اللاحق بالنفوس البشرية وهل نريد أن نعرف كيف يعتبر المسيح ذلك؟ ماذا يكون شعور أب أو أم لو عرفا أن ابنهما الذي ضل في وسط الثلوج في البرد القارس قد مر به أولئك الذين كان يمكنهم أن ينقذوه، فتركوه ليهلك؟ ألا يحزنان جدا ويغضبان غضبا جنونيا؟ ألا يشهران بأولئك القتلة القساة القلوب بغضب ملتهب كدموعهما وقوي كحبهما؟ إن آلام كل إنسان هي آلام كل ابن لله. وأولئك الذين لا يمدون يد المعونة لبني جنسهم الهالكين يثيرون غضب الله العادل. — مشتهى الأجيال، صفحة ٨٠٣، ٨٠٤. ChSAr 92.2

    قرأتُ ذات مرّة عن رجل كان مسافراً في يوم مِن أيّام الشتاء الباردة. وبينما كان يمرّ عبر الثلوج العميقة المنجرفة، أصيب بالخدر نتيجة تعرّضه للبرد القارس الذي كان يسلبه قواه الحيوية شيئاً فشيئاً. وإذ كان جسده قد تجمّد تقريباً بفعل موجة الصقيع التي عانقته، وكان على وشك أنْ يتخلّى عن الصراع لأجل البقاء على قيد الحياة، وإذا به يسمع أنّات آتية مِن مسافر آخر كان يهلك تحت وطأة البرد وعلى حافّة الموت. فاستيقظ فيه التواضع لكي ينقذ رفيقه المسافر، ونفض أطراف ذلك الرجل البائس التي كانت قد تغطّت بالثلج، وبعد جهد ملحوظ رفعه ليقف على قدميه؛ وإذ لم يقدر أنْ يقف، حمله بيديه العطوفتين ليجتاز به عبر تلك الانزلاقات الثلجية التي ما كان يحلم بالنجاح في الخروج منها هو بنفسه. وعندما وصل برفيق السفر إلى مكان آمن، برقت الحقيقة في عينيه، إذ أدرك أنّه بإنقاذه رفيقه هذا قد أنقذ نفسه هو أيضاً. فالجهد الحثيث الذي بذله زاد مِن تدفّق الدم الذي كان يتجمّد في عروقه، ممّا وَلّد نوعاً صحيّاً مِن الدفء الذي سرى في أوصاله. إنّ دروساً كهذه يجب إسماعها للمؤمنين مِن الشبيبة على الدوام، ليس فقط مِن خلال تعليم المبادئ ولكن عبر القدوة الحسنة أيضاً، وذلك كي يُحرزوا نتائج مماثلة في اختبارهم المسيحي هم أيضاً. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٤: ٣١٩، ٣٢٠.ChSAr 92.3

    ليس لكم أنْ تنغلقوا على أنفسكم وتهنأوا لأنّكم تباركتم بمعرفة الحقّ. مَن الذي جاء إليكم بالحقّ؟ مَن الذي أظهر لكم نور كلمة الله؟ إنّ الله لم يمنحكم النور لكي تضعوه تحت المكيال. لقد قرأتُ عن بعثة استكشافية أرْسِلَت للبحث عن السير جون فرانكلين. لقد ترك أولئك الرجال الشجعان بيوتهم، وراحوا يجوبون بحار الشمال، وقد تحمّلوا الحرمان والجوع والبرد والضيق. ولأجل ماذا كان هذا كلّه؟ لأجل أنْ ينالوا شرف اكتشاف جثث المستكشفين، أو إنْ أمكن، إنقاذ بعض أفراد ذلك الفريق مِن الموت الرهيب الذي لا بدّ أنْ يأتي عليهم ما لم تصلهم المساعدة في الوقت المناسب. وحتى لو تمكّنوا مِن إنقاذ رجل واحد مِن الهلاك، فإنّهم سيحسبون معاناتهم قد استحقّت ثمنها جيّداً. وهذا ما قاموا به عبر التضحية بكلّ راحتهم وهناء حياتهم. ChSAr 93.1

    فكّروا في الأمر، ثمّ تأمّلوا في كم هو قليل استعدادنا للتضحية بالقليل من أجل خلاص النفوس الثمينة مِن حولنا. نحن لسنا مضطرّين لأن نذهب بعيداً عن الوطن، في رحلة طويلة ومُتعِبة، لإنقاذ حياة إنسان هالِك. عند عتبات بيوتنا في كلّ جانب ومِن حولنا هناك نفوس ينبغي إنقاذها، نفوس هالكة، نساء ورجال يموتون مِن دون رجاء، مِن دون الله، ومع ذلك فنحن نشعر بأنّ الأمر لا يعنينا، ونحن نقول عبر أعمالنا، إنْ لم يكن بكلامنا: «أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟». إنّ هؤلاء الرجال الذين فقدوا أرواحهم وهم يحاولون إنقاذ الآخرين يمتدحهم العالم على أنّهم أبطال وشهداء. فكيف ينبغي لنا نحن الذين نحيا على رجاء الحياة الأبدية التي تنتظرنا، أنْ نشعر إذا لم نقم بالتضحيات الصغيرة التي يطلبها الله منّا لأجل خلاص النفوس؟ — ذا ريڨيو آند هيرالد، ١٤ أغسطس ١٨٨٨. ChSAr 93.2

    في بلدة في ولاية (نيوإنكلاند) كانت تجري الأعمال لحفر بئر. وعندما اقترب العمل مِن النهاية وبينما كان أحد الرجال ما يزال في القاع، انخسفت به بالأرض فجأة فدُفِن فيها. وعلى الفور أُخْطِر الجميع بالخبر، مِن حِرفيّين ومزارعين وتجّار ومحامين، فسارعوا لاهثين للبدء بعمليّة الإنقاذ. وأتت الأيادي المستعدّة المتحمّسة بالحبال والسلالم والرفوش والمجارِف. وتعالت الصيحات: «أنقذِوا الرجل. أنقذوه!»ChSAr 94.1

    لقد عمل الرجال بجهد مستميت، حتى تجمّعت قطرات العرق في خرز علت حواجبهم وارتجفت أذرعهم لما بذلوه مِن مجهود. وفي آخر المطاف ألقِيَ بماسورة، وعبرها أطلقوا الصيحات إلى الرجل طالبين منه أنْ يجيب في حال كان ما يزال على قيد الحياة. وجاء الرد، «نعم، حيّ، ولكنْ أسرِعُوا فالمكان مخيف هنا.” وهكذا ارتفع هتاف الفرح بينهم، فتجدّدت عزائمهم، وفي النهاية تمكّنوا مِن الوصول إليه وإنقاذه. ولشدّة فرحهم بدا وكأنّ هتافاتهم صعدت لتشقّ السماوات، وسرعان ما كانت شوارع المدينة تردّد صدى العبارة: «لقد خلُصَ! لقد خلُصَ!».ChSAr 94.2

    هل كانت هذه حماسة ومبالاة زائدتين عن الحد كون مَنْ تمّ إنقاذه هو شخص واحد؟ بالتأكيد لم يكن الأمر كذلك. ولكنْ ما هي خسارة الحياة الأرضية بالمقارنة مع الهلاك الأبدي لنفس واحدة؟ إذا كانت حياة شخص مهدّد بالموت تثير في قلوب البشر شعوراً قويّاً هكذا، أفلا ينبغي أنْ يؤدي الهلاك الأبدي لنفس واحدة إلى جزع أعمق بين مَن يدّعون أنّهم على دراية بالخطر المُحدِق بأولئك البعيدين عن المسيح؟ ألا ينبغي لخدّام االله أنْ یُظھِروا حماساً هائلاً في العمل لخلاص النفوس كذلك الحماس الذي أظهره الرجال لإنقاذ حياة ذلك الرجل المدفون في البئر؟ — غوسبل ووركرز، ٣١، ٣٢.ChSAr 94.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents