إتباع اقتراحات الشيطان

وكم يحاول عدو الخير أن يضع الأشياء الوقتية (الزمنية) فوق الأشياء الروحية! إن أسر كثيرة لا تقدّم سوى القليل من المال لعمل الربّ، إلا أنهم وبالرغم من ذلك ينفقون المال بحرية على شراء الأثاث الغالي أو الملابس العصرية الأنيقة. فكم الذي يُنفَق على طاولة وعلى الأشياء التي ليست إلا ملذات شخصية ضارة. وكم الذي يُهدَر على الهدايا التي لا يستفيد منها أحدًا!CSAr 294.3

وينفق الكثيرون مبالغ كبيرة على الصور الفوتوغرافية لمشاركتها مع أصدقائهم. إن أخذ الصور يصل إلى حد التبذير، وهذا يشجّع على نوعٍ من أنواع عبادة الأوثان. وكم كان سيسرُّ الله — تبارك اسمه — لو تم إنفاق كل هذه الأموال على المطبوعات والمنشورات التي تجذب النفوس للمسيح ومبادئ الحق الثمينة لهذا الزمان! إن المال المُهدَر على الأشياء التي لا داعي لها كان من شأنه أن يوفر العديد من المناضد وعليها مقالات ومطبوعات عن الحق الحاضر والتي ستكون بمثابة رائحة حياة لحياة.CSAr 295.1

إن إيحاءات الشيطان تُنفّذ في عدة أمور. ففي كثير من الأحيان تُكرّس حفلات أعياد الميلاد وحفلات الكريسماس وعيد الشكر من أجل إشباع الرغبات الشخصية الأنانية في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه العقل موجهًا نحو رحمة الله ومحبته وإحسانه. إن الله سبحانه وتعالى لا يُسرُّ عندما يتم تجاهل صلاحه وعنايته المستمرة ومحبته الدائمة في هذه الأعياد والمناسبات.CSAr 295.2

إن الأموال التي تُنفَق بتبذير وإسراف على الأشياء التي لا داعي لها، لو وُضعِت في خزانة الربّ، لرأينا رجالاً ونساءًا وشبابًا يكرّسون أنفسهم للربّ يسوع ويقومون بدورهم في العمل والتعاون مع السيّد المسيح والملائكة، ولامتلأت كنائسنا ببركات الربّ الغنية وقبلت نفوس كثيرة الحق. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٢٣ ديسمبر (كانون الأول) ١٨٩٠. CSAr 295.3