وقتٌ للاقتصاد والتضحية

يطلب الربّ من أولاده المؤمنين أن يستيقظوا لمسؤولياتهم والتزاماتهم، فكلمته يشع منها طوفانًا من النور، وهو يريد منا أن نلبي الالتزامات المهملة المذكورة فيها، وعندما يحدث ذلك، عندما نلبي هذه الالتزامات بإرجاع الجزء الخاص بالربّ من عشورٍ وتقدماتٍ، سوف ينفتح الطريق أمام العالم لسماع الرسالة التي يريد الله منه سماعها. وإذا كانت محبة الله تتواجد في قلوب شعبه؛ إذا كان كل عضوٍ في الكنيسة ممتلئًا بروح التضحية بالنفس، فلن يكون هناك نقصٌ في الأموال والإمكانيات التي تحتاج إليها المرسليات المحلية والأجنبية، وسوف تتضاعف مواردنا وأموالنا، وسوف تنفتح أبواب البركة والرزق بوفرة كبيرة، وسوف تقدّم لنا الدعوة للدخول. إن الغرض الإلهي المتعلق بتقديم رسالة الرحمة إلى العالم لو تم تنفيذه وتطبيقه، لكان المسيح قد جاء، ووضعت الأكاليل فوق رؤوس القديسين الأبرار للترحيب بهم في المدينة السماوية — مدينة الله.CSAr 36.3

ما من وقت أنسب من الآن للتضحية والبذل، وأطلب إليكم أيها الإخوة والأخوات أن تمارسوا الاقتصاد في منازلكم. ابعدوا عنكم الأوثان التي وضعتموها أمام الله، وتخلّصوا من ملذاتكم وشهواتكم الأنانية. أتوسل إليكم ألا تنفقوا أموالكم في تزيين بيوتكم وتجميلها، لأن أموالكم هي من حق الله، ويتعيّن عليكم أن تعطوا له حسابًا عن كيفية استعمالكم لها. لا تستخدموا أموال الربّ لإشباع أهواء أولادكم ونزواتهم، بل علّموهم أن لله حق على كل ما يملكونه، وأن ما من شيء بإمكانه أن يلغي هذا الحق.CSAr 37.1

إن المال كنزٌ يُحتَاج إليه، فلا تقوموا بإهداره على الذين لا يحتاجون إليه، فشخصٌ ما يحتاج أعطيتكم الطوعية، وهناك أشخاص جياع في العالم لا يوجد لديهم ما يأكلون ويتضوّرون جوعًا. ربما تقول لا يمكنني إشباع جميع الناس، ولكن باتباع الدروس التي قدّمها السيّد المسيح عن التوفير والاقتصاد، تستطيع أن تُشبِع واحدًا منهم. «اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ» ... كلمات قالها ذاك الذي صنعت قوته معجزةً لسد احتياجات الجموع الجوعانة.CSAr 37.2

إذا كنت تعاني من آفة الإسراف والتبذير، انزعها فورًا من حياتك، فإن لم تفعل ذلك، ستكون مفلسًا إلى الأبد، ولكن عوضًا عن ذلك، علّم أولادك عادات الاقتصاد والتوفير والرصانة، فهي النصيب الأفضل لهم من الثروات الكثيرة. CSAr 37.3

إننا غرباء ونزلاء على الأرض. فدعونا ألا ننفق مواردنا وأموالنا في إشباع الرغبات التي يريد منا الله أن نَكبِتها ونسيطر عليها. دعونا نمثّل إيماننا تمثيلاً لائقًا وذلك بالحد من رغباتنا واحتياجاتنا. ليقف أعضاء كنيستنا كوقفة رجلٍ واحدٍ، وليعملوا بأمانة واجتهاد، كمن يسيرون في نور الحق الكامل في هذه الأيام الأخيرة ...CSAr 38.1

ما هي قيمة الثروات التي لا تعد ولا تحصى، إذا تم إنفاقها في بناء المنازل الغالية أو تخزينها في البنوك؟ وكم يبلغ وزن هذه الثروات في الميزان مقارنةً بخلاص النفوس التي مات المسيح، ابن الله الأزلي اللا محدود، من أجلها؟ - مجلة الريفيو آند هيرالد، ٢٤ ديسمبر (كانون الأول) ١٩٠٣.CSAr 38.2