الكتاب المقدس
في الكتاب المقدس تكمن ألوف من درر الحق خافية على الباحث السطحي. ومنجم الحق لن ينضب معينه أبدا, وكلما ازددتم تفتيشا للكتاب المقدس بقلوب متواضعة عظم اهتمامكم به وأشتد شعوركم بالرغبة في الهتاف مع بولس : ” يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الإستقصاء “ ( رومية 11 : 33 ).CCA 282.1
المسيح وكلمته في انسجام تام, وجميع الذين يقبلونها ويطيعونهما ويرغبون في السلوك في النور كما المسيح في النور سيفتح سبيل مأمون لأرجلهم, فلو عرف شعب الله قيمة كلمته وأجلوها لأصبحت الكنيسة هنا فردوسا. المسيحيون يتشوقون ويتجوعون لتفتيش الكلمة, ويحنون إلى فرصة يقارنون فيها الآيات بالآيات, ويتأملون في الكلمة, وهم إلى نور الكلمة أشد شوقا منهم إلى الصحف أو المجلات أو الروايات, وأقصى ما يرغبون فيه أن يأكلوا جسد ابن الله ويشربوا دمه, ونتيجة لذلك تغدو حياتهم في وفاق مع مباديء الكلمة ومواعيدها, وتكون تعاليمها لهم مثل وفاق مع مباديء الكلمة ومواعيدها, وتكون تعاليمها لهم مثل ورق شجرة الحياة, وهي تكون فيهم ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية. وزخات منعشة من النعمة تنعش نفوسهم وتجدد نشاطهم وتنسيهم كل كدهم وإعيائهم وبكلمات الوحي يتقوون ويتشجعون. CCA 282.2
وفي المجال الواسع في اسلوب الكتاب المقدس ومواضيعه ما يجذب كل لب ويخلب كل قلب. في صفحاته أقدم سجل تاريخي وأصدق سيرة, كما فيها مباديء الحكم لإرادة الدولة وتنظيم الأسرة — مباديء لم تساوها حكمة بشرية على الإطلاق. وكذلك يحوى أعمق فلسفة وأعذب شعر وأنقاه وأشد تحريكا للعواطف وأشجاه, وأما كتاباته فإنها تفوق بما لا يقاس, في قيمتها, مسنفات أي كاتب بشري, وذلك حتى لو فكرنا أن مؤلفيه بشر, بل هو غير محدود بإتساع مداه, وغير متناه في قيمته, وهذا حين ينظر إليه من حيث علاقة كتاباته بالفكرة الجوهرية العظمى التي فيه. وإذ ينظر إليه على ضوء هذه الفكرة فان لكل موضوع مغزى جديدا, كما أن معظم الحقائق المذكورة فيه ببساطة تتضمن مباديء تعلو علو السماء وتطوق الأبدية. CCA 283.1
ينبغي أن تتعلم شيئا جديدا من الكتاب المقدس يوميا. فتشه كما تفتش عن كنز مخفي, لأنه يتضمن كلام الحياة الأبدية. صل إلى الله ليهبك الحكمة والفهم لتدرك هذه الكتابات المقدسة, وإن فعلت هذا تجد في كلمة الله أمجادا جديدة, وتشعر بأنك قد تلقيت نورا جديدا ثمينا حول مواضيع متعلقة بالحق, ولن يقف تقديرك للكتاب المقدس عند حد, بل يزداد. CCA 283.2
إن مباديء كلمة الله إذ يقبلها المرء تسمو بفكره من الأمور الدنيوية والإنحطاط. ولو أن الصغار والكبار قدروا كلمة الله كما ينبغي لامتلكوا استقامة في النفس وقوة في المبدأ تمكنانهم من مقاومة التجربة. CCA 284.1