Go to full page →

الفصل الثالث والثلاثون—من هم إخوتي؟ ML 298

إن أبناء يوسف كانوا بعيدين كل البعد عن مناصرة يسوع ، ولا كانوا في حالة عطف أو انسجام معه في عمله. والأخبار التي وصلتهم عن حياته وخدماته ملأتهم دهشة وفزعا. لقد سمعوا أنه كان يخصص ليالي كاملة للصلاة ، وأنه أثناء النهار كانت جماهير غفيرة من الشعب تتقاطر عليه من كل صوب بحيث لم تكن لديه فرصة حتى للأكل . وأحس أصدقاؤه بأنه ينهك نفسه بالعمل المتواصل ، ولم يستطيعوا أن يعللوا موقفه حيال الفريسيين . وكان آخرون يخشون لئلا يكون قد حدث اختلال في إدراكه. ML 298.1

سمع إخوته بهذا ، كما سمعوا بالتهمة التي قد اتهمه بها الفريسيون. حين قالوا أنه بقوة رئيس الشياطين يخرج الشياطين ، فكانوا يحسون بقسوة العار الذي حاق بهم بسبب قرابتهم ليسوع . ثم عرفوا كم من الشغب والضجة قد أحدثت أقواله وأعماله . لم يفزعوا فقط بسبب تصريحاته الجريئة ، بل غضبوا عليه أيضا بسبب تشهيره بالكتبة والفريسيين ، فعقدوا العزم على أن يقنعوه أو يجبروه إذا لزم على تغيير خطته في العمل . وقد استمالوا مريم لتعاونهم في ذلك ، إذ ظنوا أنه بسبب محبته لها سينتصرون عليه فيكون أكثر فطنة وتبصرا. ML 298.2