أيها الشبان و الشابات، رأيت أن لدى الله عملاً لكم لتعملوه. احملوا صليبكم واتبعوا المسيح، و إلا فأنتم لا تستحقونه. كيف يمكنكم، و أنتم باقون في إعراض غافل متهامل، أن تعرفوا ما هي إرادة الله لكم، وكيف تتوقعون أن تخلصوا إن كنتم لا تصنعون مشيئة ربكم كخدام أمناء. جميع الذين ينالون الحياة الأبدية يكونون قد أحسنوا صنعاً. و ملك المجد سيمجدهم إذ يقيمهم عن يمينه، و يقول لهم “نعماً أيها العبيد الصالحون و الأمناء” من يدري عدد النفوس التي كان بإمكانكم أن تخلصوها من الهلاك لو أنكم، عوضاً عن نشدانكم مسراتكم، سعيتم لمعرفة أي عمل يمكنكم القيام به في كرم سيدكم؟ كم عدد النفوي التي خلصت عن طريق مجتمعاتكم التي تنصرفون فيها للحديث و عزف الموسيقى؟ إن كنتم لا تقدرون أن تشيروا إلى نفس واحدة خلصت بهذا الطريقة، فتحولوا، آه تحولوا إلى نهج جديد في العمل. اشرعوا في الصلاة لأجل النفوس، أدنوا من المسيح، قريباً من جنبه الدامي. و لتتزين حياتكم بروح وديعة هادئة، و لتصعد تضرعاتكم الحارة المنسحقة المتواضعة إلى الله طالبين منه الحكمة حتى تفلحوا لا في خلاص أنفسكم فحسب، بل نفوس آخرين أيضا. SM 212.2
صلوا أكثر مما ترنمون. ألستم إلى الصلاة أحوج منكم إلى الترنيم؟ أيها الشبان و الشابات إن الله يدعوكم لتعملوا، لتعملوا لأجله. ادخلوا تغييراً كلياً على طريقة تصرفكم، إذ يمكنكم أن تعملوا عملاً يعجز عنه الخادمون بالكلمة و التعليم. فبمقدوركم أن تتصلوا بمن لا سبيل للخادم إلى التأثير فيهم — (1 ه : 511 — 513). SM 213.1