بمقدور طلاب المدارس أن يعملوا لأجل المخلص، و لكن من منهم يسمي اسم المسيح؟ و من منهم يرى متوسلاً إلى زملاءه بجد رقيق ليتركوا طرق الخطية و يختاروا سبيل القداسة؟ SM 211.2
ذلك هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكه الشباب المؤمنون، و لكنهم لا يفعلون. إنه أنسب لشعورهم أن يشاركوا الخاطئ في اللهو و المسرات. إن للشبيبة مجالاً واسعاً للنفع، غير أنهم لا يرونه. آه لو استعمل الشبيبة الآن قوى عقلهم في استنباط طرق الاتصال بالنفوس الهالكة حتى يوضحوا لهم طريق القداسة، و بالصلاة و الاستعطاف يربحون و لو نفساً واحدة للمسيح. SM 211.3
يا له من مشروعاً جليلاً! ربح نفس واحدة لتسبح الله مدى دهور الأبد! نفس واحدة لتنعم بالسعادة و الحياة الأبدية! جوهرة واحدة في تاجهم لتشع كنجمة إلى أبد الدهور، بل يمكن الإتيان بأكثر من نفس واحدة وردها من الباطل إلى الحق، و من الخطية إلى القداسة. يقول الرب بفم نبيه: “والذين ردوا كثيرين إلى البر (يضيئون) كالكواكب إلى أبد الدهور”. و إذ ذاك فالذين اشتركوا مع المسيح و الملائكة في عمل خلاص النفوس الهالكة يكافأون بوفرة في الملكوت السماوي. SM 211.4
رأيت أن نفوساً كثيرة يمكن أن تخلص لو مات الشبيبة حيث ينبغي أن يكونوا، مكرسين لله و الحق، و لكنهم في الغالب يتخذون موقفاً حيث ينبغي بذل جهود متواصلة من أجلهم، و إلا غدوا هم أنفسهم من العالم. إنهم مصدر دائم للقلق و الغم، و من أجلهم تسفح الدموع و تصعد من قلوب الوالدين صلوات مصحوبة بالألم، لكنهم مع ذلك يمضون في طيشهم غير عابئين لما تسببه تصرفاتهم من آلام. يزرعون أشواكاً في صدور من هم على استعداد أن يموتوا ليخلصوهم و يصيّروهم ما قد رسم الله لهم أن يكونوا، باستحقاقات دم المسيح... SM 212.1