ينبغي للذين ينقصهم سداد الحكم فيما يتعلّق باستعمال الوقت و المال أن يستشيروا ذوي الخبرة و الحنكة. لقد تمكنت و أختي بما كسبناه من المال من حرفتنا أن نجهز نفسينا بالملابس، كنا نسلم النقود ليد أمنا قائلين: “اشتري، ورتبي أمرك على أن تستبقي، بعد دفع ثمن الملابس، بعض المال ليقدم للعمل الكرازي”، و كذلك كانت تفعل، مشجعة فينا روح الكرازة. SM 312.2
إن العطاء الذي هو ثمرة إنكار الذات يعود على المعطي بالخير، و لنا فيه درس يمكننا من أن نفهم بالتمام عمل ذاك الذي جال يصنع خيراً و يغيث الملهوفين و المتألمين و يسد حاجات المعوزين. إن المسيح لم يعمل في حياته على إرضاء نفسه، و قد خلت حياته من أي أثر للأنانية، و مع أنه كان في عالم خلقه هو بنفسه إلا أنه لم يطالب منه بنصيب يكون له بيتاً، بل قال: “للثعالب أوجرة و لطيور السماء أوكار. و أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه”. SM 312.3