لنذكر أن عيد الميلاد إنما يحتفل به إحياء لذكرى ميلاد فادي العالم. هذا اليوم ينفق، بوجه عام، في إقامة الولائم و النهم في الأكل. مبالغ كبيرة من المال تنفق في ما لا حاجة للنفس إليه من الانغماس في الملذات. يستجيب الناس لشهوة الطعام و ينهمكون في اللذات الحسية، و ذلك على حساب القوة الجسمية و العقلية و الأدبية، و مع ذلك فقد أصبحت هذه الأمور عادة. إن الكبرياء و اتّباع الزي (الموضة) و إشباع شهوة الطعام قد ابتلعت مبالغ هائلة من المال الذي لم ينتفع به، في الواقع، أحد، بل قد شجعت على التبذير في الأموال الذي هو مغيظ لله. هذه الأيام تقضى في تمجيد النفس من دون الله. الصحة يضحى بها، و إنفاق المال أضر مما لو قذف به بعيداً، و كثيرون قضوا نحبهم نتيجة إفراطهم في الأكل و الإنغماس في الملذات المفسدة للآداب، ففقدت من جراء ذلك نفوس. SM 323.2
بإمكان أولاد الله أن يمجدوا الله يتناولهم الطعام البسيط و استعمالهم المال المسلم لهم في إمداد خزنة الرب بالتقدمات الصغيرة و الكبيرة، لتستعمل في إرسال نور الحق إلى نفوس يكتنفها ظلام الضلال. إن الأرملة و اليتيم يمكن إشاعة الغبطة في قلبيهما بهدايا تعمل على تعزيتهما و سد جوعهما. SM 324.1