هل يسع المدعوين مسيحيين، و قد استعرضنا صورة فساد العالم فيما يتعلق بالزي (الموضة)، أن يسلكوا في طريق محبي العالم؟ هل نقتبس هذه الأزياء المخلة بالآداب مظهرين بذلك أننا نوافق عليها و نحبذها؟ كثيرون يقتبسون هذه الأزياء، و ما ذلك إلا أن المسيح، رجاء المجد، غير حال فيهم. لقد أوغل الناس في عيشة البذخ بما فيها من إسراف في الملبس حتى أمست عيشتهم هذه من علامات الأيام الأخيرة. SM 376.3
الكبرياء و الغرور ظاهران في كل مكان، و المولعون بالتطلع في المرآة إعجاباً منهم بأنفسهم يكاد ينعدم فيهم الميل إلى التطلع بناموس الله — المرآة الأدبية العظمى. هذا الولع باللبس من شأنه أن يقضي على كل ما هو متواضع ووديع و جميل في الأخلاق، و يستغرق بل يكتسح الساعات الثمينة من الوقت التي يجب أن تكرس للتأمل و تفحّص القلب و درس كلمة الله درساً مشفوعاً بالصلاة. إن في كلمة الله دروساً سطرها الوحي من أجل تعليمنا نحن... SM 377.1
هذا الإنصراف إلى اللبس يقود إلى الاتفاق عليه من الأموال المودعة لأعمال الرحمة و الإحسان، بحيث يعتبر هذا الإسراف سلباً لما هو لله. إن أموالنا لم نعطها لإشباع ما فينا من كبرياء و حب للظهور، بل علينا أن نكون وكلاء حكماء نسكو العراة و نطعم الجياع و نبذل أموالنا في سبيل تقدم عمل الله. و إذا ما رغبنا في الزينة فإن فضائل التواضع و الحشمة و الفطنة تلائم كل شخص من أي طبقة كان وأياً كانت حاله في الحياة. SM 377.2
أفلا يجدر بنا أن نثبت كحراس أمناء و نعمل، بالمقال و بالمثال، على محاربة ما يسود هذا الجيل من طيش و تبذير و إسراق؟ أو لا يجدر بنا أن نترك لشبيبتنا المثال الصالح، و أننا، إن كنا نأكل أو نشرب أ نفعل شيئاً، نفعل كل شيء لمجد الله؟!َ — (ب: 12 كانون الأول — ديسمبر 1912). SM 378.1
* * * * *