ينبغي للمسيحيين أن يكونوا أسعد الناس جميعاً و أكثرهم بشاشة، و أن لا يبرح من أذهانهم أن الله هو أبوهم و صديقهم الدائم. SM 381.1
غير أن الكثيرين ممن يدعون أنفسهم مسيحيين لا يمثلون الديانة المسيحية تمثيلاً صحيحاً، فالكآبة مرتسمة على محياهم كأنما تخيم عليهم سحابة دكناء. يتحدثون في أغلب الأحيان عن التضحيات العظمى التي بذلوها في سبيل أن يصبحوا مسيحيين. يحاولون احتذاب الذين لم يقبلوا المسيح، مظهرين لهم بمثالهم و أقوالهم أن من واجبهم الإقلاع عن كل ما يجعل الحياة بهجة فرحة. يسدلون ستاراً من الظلمة على الرجاء المسيحي المبارك، تاركين في النفوس انطباعاً أن مطاليب الله هي حمل ثقيل حتى على النفس الراغبة الراضية، و أن كل ما من شأنه أن يبهج الإنسان أو يستسيغه ذوقه يجب التضحية به. SM 381.2
لسنا نتردد في القول أن هذا الفريق من المدعوين مسيحيين ليسوا على استقامة. الله محبة و كل من يثبت في الله يثبت في المحبة. و جميع الذين، عن طريق المعرفة الاختبارية، قد تعرفوا حقاً بمحبة أبينا السماوي و عطفه الحاني لا بد من أن ينشروا النور و يشيعوا الفرح حيثما حلوا. وجودهم و تأثيرهم يكونان لعشرائهم مثل شذا أزهار جميلة، ذلك أنهم مرتبطون بالله و السماء، و إن طهارة السماء و حلاوتها المجيدة تنقلان برواسطتهم إلى جميع الذين يتأثرون بهم، مما يجعلهم نور العالم و ملح الأرض. إنهم بالحقيقة رائحة حياة لحياة، لا رائحة موت لموت. SM 381.3