هذه مسؤولية لا يمكننا أن نخلي أنفسنا منها. فأقوالنا و أفعالنا و لبسنا و تصرفاتنا و حتى تعبيرات وجوهنا لها تأثيرها. و على التأثير الذي يحدث تتوقف نتائج للخير أو للشر لا يمكن أن يقيسها إنسان. فكل دافع يبذل هكذا هو بذرة تزرع، و لا بد من أن تؤتي ثمارها. و هو حلقة في السلسلة الطويلة، سلسلة الحوادث البشرية التي لا نعلم إلى أين تمتد. فإذا كنا بمثالنا نساعد الآخرين على إنماء المبادئ الصالحة فإننا نزودهم بالقوة على فعل الخير. و هم بدورهم يستخدمون التأثير نفسه على الآخرين، و هؤلاء على آخرين أيضاً، و هكذا فإننا بتأثيرنا الذي لا نعلم به يمكن أن يتبارك ألوف الناس. SM 439.2
ألق حصاة في البحيرة فتتكون موجة و موجة و موجات. و إذ يزداد عددها يتسع محيطها حتى يصل إلى الشاطئ بالذات. كذلك هي الحال مع تأثيرنا، فبدون علمنا به أو سيطرتنا عليه يعمل عمله في الآخرين إن للبركة أو اللعنة. SM 439.3
الخلق قوة، فالشهادة الصامتة للحياة الأمينة التقية غير المحبة لذاتها تحمل تأثيراً يكاد لا يقاوم. فنحن إذ نعلن صفات المسيح في حياتنا نتعاون معه في عمل خلاص النفوس. و لا يمكننا التعاون معه ما لم تظهر صفاته في حياتنا. SM 440.1
و كلما اتسع نطاق تأثيرنا عظمت مقدرتنا على فعل الخير، فعندما يتبع مثال المسيح الذين يدعون أنفسهم خدام الله، و يعملون بمبادئ الناموس في حياتهم اليومية، و عندما يشهد كل عمل بأنهم يحبون الله أعظم حب و يحبون القريب كأنفسهم، حينئذ تكون في الكنيسة قوة بها تهز العالم — (ل 339 و 340). SM 440.2
* * * * *