Go to full page →

الدعوة إلى مقاومة قوات الشر SM 52

إن عمل الشيطان هو أن يخلع الله عن عرش القلب. ويصوغ الطبيعة البشرية على شبه صورته العائبة. و يستثير كل النزاعات الشريرة و يوقظ الشهوات النجسة و المطامح الدنسة. يقول: كل هذه القوة و هذه الكرامات و الثروات و المسرات الأثيمة أقدمها لك على شرط أن تتخلى عن استقامتك و تبلد ضميرك. هكذا يحط ما للانسان من قوى و طاقات و يجعله أسيراً للخطية. لكن الله يدعو الناس إلى مقاومة قوى الشر قائلاً: “لا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات و أعضاءكم آلات بر لله”. SM 52.3

حياة المسيحي جهاد و محاربة، لكن “مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات”. في صراع البر هذا الذي نخوضه ضد الإثم لا نقدر أن نفوز بالظفر إلا بالعون الإلهي. فلا بد من إخضاع إرادتنا المحدودة الفانية لإرادة السرمدي. يجب دمج الإرادة البشرية بالإرادة الإلهية، لأن هذا يتيح لنا تلقي عون الروح القدس. وكل نصر إنما يؤول إلى استعادة مقتنى الله الذي اشتراه، و إلى رد الإنسان إلى صورته تعالى. SM 53.1