إن الرب يسوع يعمل بواسطة الروح القدس، لأنه ممثله. بواسطته يسكب في النفس حياة روحية، باعثاً طاقاتها للخير، و مطهراً إياها من الدنس الأخلاقي، و مؤهلاً إياها لملكوته. أن لدى يسوع بركات غزيرة ليسكبها و عطايا ثمينة ليوزعها بين الناس. إنه المشير العجيب الذي لا حد لحكمته و قدرته، و إن كنا نعترف بقوة روحه و نسلم ذواتنا ليصوغها (الروح) نصير مملوئين فيه. يا لهذه من فكرة، إن في المسيح “يحل كل ملء اللاهوت جسدياً. وأنتم مملوؤون فيه”. إن القلب البشري لا يمكن أن يعرف السعادة حتى يخضع ليصوغه روح الله، و الروح يطابق ما بين النفس المجددة و المثال، يسوع المسيح. و بواسطة تأثير الروح تتحول العداوة لله إلى إيمان و محبة، كما يتحول الكبرياء إلى تواضع، و تدرك النفس جمال الحق، و يكرم المسيح بما تبلغه النفس من جودة الخلق و كماله، و إذ تتم هذه التغييرات ينطلق الملائكة في ترنم فاتن للعقول، و يفرح الله و المسيح بالنفوس التي صورت حسب المثال الإلهي... SM 53.2