Go to full page →

اللهو الباطل ليس سعادة حقيقية SM 452

الذين يحبون المعاشرة غالباً ما ينصرفون إليها حتى تصبح شهوة سائدة عليهم، و يغدو هدفهم في الحياة أن يلبسوا، و يرتادوا أماكن اللهو، و يضحكوا، و يتسلوا بالحديث حول مواضيع أتفه من الباطل كلياً. لا يقوون على إحتمال قراءة الكتاب المقدس و التأمل في السماويات، و أنهم لتعساء ما لم يكن هناك ما يقير. لا يملكون في داخلهم قوة تجعلهم سعداء، فهم يعتمدون في مسألة سعادتهم على صحبة شبيبة آخرين هم مثلهم طيشاً و قلة فكر. يبددون في المجون القوى التي يمكن توجيهها نحو أهداف نبيلة... SM 452.2

إن الشاب أو الشابة الذي يجد فرحه و سعادته في مطالعة كلمة الله و في ساعة الصلاة، ينعش على الدوام، بجرعات من ينبوع الحياة، يبلغ من السمو الأخلاقي و اتساع المدارك مبلغاً لا يقدر على تصوره الآخرون. الإتصال بالله يشجع على الأفكار الجيدة، و المطامح النبيلة، و التفهم الصحيح للحق، و مقاصد العمل السامية. و الذين يصلون نفوسهم بالله يعترف بهم الله أنهم أبناؤه و بناته. إنهم يرتفعون على الدوام أعلى فأعلى، مستجلين صوراً أصفى لله و للأبدية، حتى يجعلهم الرب مجاري من النور و الحكمة للعالم... SM 452.3

الذين يثبتون في المسيح لا بد أن يكونوا سعداء بشوشين و فرحين في الله. صوتهم يمتاز برقة صادقة، و تعبر تصرفاتهم عن توقير للأمور الروحية و الأبدية. و من شفاههم تنبعث موسيقى، موسيقى مفرحة لأنها مستقاة من عرش الله. ذلك هو جلال التقوى. لا يمكن إيضاحها بسهولة، و لكن يمكن مع ذلك الشعور و التمتع بها. أما القلب العنيد العاصي فيقدر أن يغلق أبوابه دون كل التأثيرات الحلوة التي لنعمة الله و كل الفرح الذي في الروح القدس. و أما طرق الحكمة فهي طريق نعم، و كل مسالكها سلام. كلما ازداد اتصالنا بالمسيح ازدادت أقوالنا و أفعالنا إظهاراً لقوة نعمته المخضعة المجددة - (4 ه : 622 — 626). SM 453.1

* * * * *