لقد أظهر لي أن من واجبنا أن نحذر الحذر كله، وألا نكف عن مقاومة إيعازات الشيطان و بدعه. فلقد غير شكله إلى شبه ملاك نور، خادعاً و آسراً الألوف، مستغلاً علم العقل البشري استغلالاً هائلاً، و هو كالحية، يتسلل إلى عمل الله دون أن يشعر به أحد، و يلقي على عجائب المسيح و أعماله صبغة بشرية. SM 55.1
لو أن الشيطان يهاجم المسيحية بصورة علنية سافرة لدفع ذلك المسيحي إلى قدمي فادية بكرب و ألم، ولانهزم الخصم المجترئ أمام المنقذ القوي القدير خائفاً مذعوراً، غير أن الشيطان، و قد غير شكله إلى شبه ملاك نور، يؤثر في العقل لإغوائه و إضلاله عن الطريق السوي المأمون. إن علم فراسة الدماغ (فرينولوجيا) و علم النفس و التنوين المغنطيسي هي السبل التي سلكها الشيطان للاتصال الأكثر مباشرة بهذا الجيل و العمل بتلك القوة التي كان عمله عتيداً أن يتميز بها قرب نهاية زمن النعمة. SM 55.2
إذ نقترب من نهاية الوقت يزداد العقل البشري استعداداً للتأثر بأضاليل الشيطان. و الشيطان يقود المخدوعين لأن يعللوا أعمال المسيح و عجائبه على أنها مبادئ عامة. إن الشيطان لم ينفك يطمح إلى تزييف عمل المسيح و تثبيت عمله و مطاليبه هو، و هو في الغالب لا يعمل هذا بشكل مكشوف سافر. إنه بارع، يعرف أن خير طريقة فعالة تتيح له تكميل عمله هي أن يأتي إلى الإنسان المسكين الساقط في شكل ملاك نور. SM 55.3
جاء الشيطان إلى المسيح في البرية في شكل شاب جميل، يشبه ملكاً أكثر منه ملاكاً ساقطاً. جاء يتلو آيات من الكتاب المقدس، قائلاً: “مكتوب، إلخ...” فيواجهه مخلصنا المتألم بآيات الكتاب قائلاً: “مكتوب”، و يسعى الشيطان لاستغلال حالة المسيح الضعيفة المتألمة، إذ قد اتخذ طبيعتنا البشرية... SM 56.1