Go to full page →

الزواجات الحكيمة و الزواجات الطائشة SM 476

إن قدراً هائلاً من الشرور التي تسود العالم اليوم هو وليد الزواجات السابقة لأوانها، ففي هذه الزواجات المبكرة لا مجال لتقدم الصحة الجسمية أو لترقية الطاقة الفكرية. و قلما يحظى موضوعها بنصيب من التعقل و التدبر، بل أن الكثيرين من الشبان و الفتيات يقدمون بتسرع و بدافع الهوى الحسي، على اتخاذ هذه الخطوة ذات الأثر البعيد المدى في حياتهم للخير أو الشر، البركة أو اللعنة. كثيرون يرفضون الدخول في نقاش حول هذا الموضوع، أو استعمال عقولهم فيه، أو التسليم بما تعلم به الديانة عنه... SM 476.1

إن العالم مفعم بالبؤس و متسرع بالخطية نتيجة للارتباطات الزوجية غير الحكيمة، إذ لا يكاد يمضى بضعة أشهر على كثير من الزواجات حتى تنفتح أعين الزوجين ليربا أنهما على تخالف و تباعد، و أن لا سبيل لمزاجيهما إلى الإتلاف و الإندماج، فينتج عن ذلك المشاحنات و المشاكسات، مما يحول البيت إلى جحيم بدل أن يكون ينبوع هناء و سعادة و مستقراً لمحبة السماء و سلامها. SM 476.2

يأخذ الزوجان في الاختصام لأتفه الأسباب، و تسود البيت روح السخط و المرارة، و يؤدي الخلاق في الرأي و الخصام و عدم التوافق إلى تعاسة لا توصف، تنتهي بانفصال الزوجين اللذين وجب أن توحدهما ربط المحبة، هكذا يضحي الألوف بذواتهم نفساً و جسداً على مذبح الزواجات غير الحكيمة و ينحدرون إلى الهلاك. SM 476.3