لقد فشل الشيطان في ما جرب به المسيح في البرية، و قد أصبح تدبير الفداء نافذاً، إذ الثمن الغالي لفداء الإنسان قد دفع. من أجل ذلك أخذ الشيطان يسعى ليهدم أساس الرجاء المسيحي و يحول أفكار الناس في اتجاه لا يتيح لهم الانتفاع بالذبيحة العظيمة التي قدمت أو الخلاص بها. إنه يقود الإنسان الساقط “بكل خديعة الإثم” إلى الاعتقاد أن بمقدوره أن يستغني تماماً عن عمل كفارة، بحيث لا يحتاج إلى الاعتماد على مخلص مصاوب و مقام، و أن استحقاقات الإنسان الذاتية تؤهله لنيل رضا الله، ثم يبطل ثقة الإنسان بالكتاب المقدس، عالماً جيداً أنه إن نجح هنا بالقضاء على كاشفه و فاضحه (أي الكتاب المقدس) فهو سالم مأمون. SM 56.3
يرسخ الشيطان في العقول الضلالة أن ليس هناك شرير ذاتي، فالذين يصدقون ذلك لا يبذلون جهداً لمقاومة و محاربة ما ليس له وجود، حتى يتبنى هؤلاء الجهلة أخيراً الفلسفة القائلة “كل ما في الوجود صالح”. لا يعترفون بأي قانون يقيسون به مسلكهم. و الشيطان يدفع الكثيرين إلى الاعتقاد أن الصلاة لله عبث باطل، و أنها مجرد إجراء شكلي. إنه يعلم جيداً مبلغ الحاجة إلى التأمل و الصلاة ليبقى تابعو المسيح متنبهين للصمود في وجه دهائه و أضاليله. و من شأن حيل الشيطان أن تصرف العقل عن هذه الرياضة الروحية الهامة حتى لا تستند النفس على القدير طالبة العون، فلا تحصل منه على القوة لتقاوم هجمات إبليس... SM 57.1
إن إهمالنا الصلاة لما يخدم مقاصد الشيطان تماماً، إذ أن ذلك يزيد استعداد المرء لقبول عجائبه الكاذبة. و الشيطان إذ يضع أمام الإنسان تجاربه الخادعة يحقق غرضه الذي فشل في تحقيقه بتجريبه للمسيح. أحياناً يأتي في شكل شاب حلو أو طيف جميل. يجري أعمال شفاء فيبتعد له الناس المخدوعون كمحسن إلى جنسنا.. SM 57.2