إذ أزيح الستار و أظهر لي فساد هذا الجيل غاص قلبي فيّ و كاد أن يغشى على نفسي. رأيت أهل الأرض يملأون كأس إثمهم، و غضب الله يشتعل، و لن يسكن حتى يهلك الأشرار و يمحوا عن الأرض. SM 59.1
الشيطان عدو المسيح الشخصي. إنه منشئ و قائد كل ضرب من ضروب العصيان في السماء و الأرض. غضبه في ازدياد، و لسنا ندرك قوته. ولو أمكن أن تنفتح أعيننا لنرى الملائكة الساقطين في عملهم مع من يشعرون بالاطمئنان و يعتبرون أنفسهم مأمونين إذاً لما استشعرنا الأمان، إذ أن ملائكة أشراراً يتعقبوننا في كل لحظة. نتوقع أن يكون لدى الاردياء من الناس استعداداً للعمل بحسب إيحاءات الشيطان، و لكن، فيما تبقى عقولنا، غير مصونة من قوات الشيطان غير المرئية فإن هذه القوات ستتخذ لنفسها ميداناً جديداً و تأتي مدهشات و عجائب على مرأى منا. فهل نحن مهيأون لمقاومتها بكلمة الله، السلاح الوحيد الذي نقدر على استعماله بنجاح؟ SM 59.2
سيجرب البعض ليقبلوا هذه العجائب كما من الله، فالمرضى يشفون أمامنا، و ستصنع المعجزات على مرأى منا، فهل نحن مهيأون للامتحان حين تعرض عجائب الشيطان الكاذبة بملئها. ألا تصاد نفوس كثيرة و تؤخذ. إن أشكال الخطأ، و الحيدان عن شرائع الله ووصاياه، و الإصغاء إلى الخرافات، تعمل على إعداد العقول لعجائب الشيطان الكاذبة هذه. يجب أن نسعى الآن كلنا للتسلح لأجل الصراع الذي سندخل فيه وشيكاً. إن الإيمان بكلمة الله، و درسها بروح الصلاة، و تطبيقها عملياً، ستكون درعنا الواقية من سلطة إبليس، و ستخرج بنا غالبين بدم المسيح — (ب : 18 شباط — فبراير 1862). SM 59.3
* * * * *