لا باعث من بواعث طبيعتنا، ولا قوة من قوى عقولنا، ولا ميل من أميال قلوبنا، إلا و يحتاج إلى قوة ضبط روح الله لحظة فلحظة. لا بركة من البركات التي يمنحها الله للانسان، ولا تجربة مما يسمح الله بوقوعها عليه إلا و يستخدمها الشيطان ليجرب بها النفس و يزعجها و يهلكها لو أعطيناه أقل مجال. و لهذا فمهما كانت عظمة النور الروحي المعطى للانسان و مهما كان رضى الله و بركاته التي يمنحه إياها عظيمة ينبغي له أن يسلك متواضعاً أمام الرب، متوسلاً إليه تعالى أن يرشد كل أفكاره و يتسلط على كل بواعثه. SM 60.1
جميع المعترفين بالتقوى هم تحت أقدس الالتزامات للسهر على أرواحهم و التدرب على حفظ أنفسهم أمام أقسى الاستفزازات. لقد كانت أثقال مسؤوليات موسى عظيمة جداً، و قليلون هم الذين يجربون بقسوة كما قد جرب هو و لكن هذا العالم لم يكن كافياً للاغضاء عن خطيته. لقد أعد الرب لشعبه مؤونة كافية، فلو اتكلوا على قدرته لا يكونون تحت رحمة الظروف. إن أقسى التجارب لا يمكن أن يكون عذراً للخطية. و مهما تكن عظمة الضغط الواقع على النفس فإن التعدي هو من فعلنا، لأنه لا توجد قوة في الأرض أو في الجحيم ترغم أي إنسان على عمل الشر. إن الشيطان يهاجم مواطن الضعف فينا، و لكن بحاجة بنا إلى التسليم أو الهزيمة. و مهما كانت الهجمات قاسية و غير متوقعة فقد أعد لنا الله معونة و بقوته يمكننا أن ننتصر — (الآباء و الأنبياء، ص 371 و 372). SM 60.2
* * * * *