ليس لنا سوى فكرة يسيرة عن القوة التي نؤتاها حين نتصل بمصدر كل قوة. نسقط في الخطية المرة بعد المرة، و نظن أن لا معدى لنا عن ذلك. نتمسك بضعفاتنا كما لو كانت مما نعتز به. لكن المسيح يعلمنا أن نجعل وجهنا كالصوان إذا كنا نريد الإنتصار. لقد حمل خطايانا في جسده على خشبة، و نستطيع بقوته التي وهبنا أن نقاوم العالم و الجسد و إبليس. ثم يجب ألا نتحدث عما فينا من ضعف و عدم كفاءة بل لنتحدث عن المسيح و قوته، أنا إذا تحدثنا عن قوة إبليس فسيزيد العدو من إحكام وثاق قوته علينا، و لكن حين نتحدث عن قوة الكلي القدرة يرتد العدو منهزماً. و كلما اقتربنا من الله ازداد الله منا اقتراباً.. SM 105.1
كثيرون منا لا يغتنمون فرصهم للمنفعة، فترانا نبذل جهوداً ضعيفة في عمل الحق، ثم لا نلبث أن نعود إلى حياتنا العتيقة، حياة الخطية. إذا كنا سندخل ملكوت الله فلا بد لنا من دخوله كاملي الصفات، لا عيب فينا و لا غضن و لا شيء من مثل ذلك. إن إبليس يزيد من نشاطه في العمل كلما اقتربنا من نهاية الوقت، يلقي فخاخه بحيث لا نفطن لها، لكي يمكنه امتلاك عقولنا، و يحاول، بكل الطرق، أن يحجب مجد الله عن نفوسنا. و الأمر متروك لنا نحن أن نقرر هل ندعه يسيطر على قلوبنا و عقولنا، أم هل نظفر بمكان في الأرض الجديدة؟ SM 105.2
إن قوة الله المقترنة بالمجهود البشري قد كتبت صفحة مجيدة من النصر لنا. أفلا نقدر ذلك و نجلّه؟ إن غنى السماء كله قد أعطى لما بالمسيح، فالله لم يدع لعصبة الشر مجالاً للقول أن الله كان بإمكانه أن يفعل أكثر مما قد فعل. إن العالمين التي خلقها، و الملائكة في السماء، تشهد كلها بأن ليس هناك شيئ لم يفعله الله مما كان بإمكانه أن يفعله. عنده مدد من القوة التي لا نعرف عنها حتى الآن شيئاً و التي إياها يهبنا وقت الحاجة، و لكن لا بد لنا من أن نقرن على الدوام مجهودنا بالمجهود السماوي، كما لا بد لنا من أن ندعو قوانا العاقلة و المدركة و قوة كياننا كلها، لتنشط و تعمل. إذا كنا نستدرك الخطر و نتسلح كأناس ينتظرون ربهم، و إذا كنا نسعى للتغلب على كل ضعف في أخلاقنا يهبنا الله قدراً متزايداً من النور و القوة و العون — (ج : 4 كانون الثاني — يناير 1900). SM 106.1