إنني أخاطبكم أيها الشبان: كونوا أمناء. اعملوا عملكم من كل القلب. لا تتمثلوا بالكسالى و الذين يقدمون خدمة مجزوءة، إن الأفعال التي تعاد مراراً كثيرة تشكّل العادات، و العادات تشكّل الصفات. تمموا واجبات الحياة الصغيرة بصبر، و ما دمتم تستخفون بالأمانة في الواجبات الصغيرة فإن بناء خلقكم لن يكون مرضياَ. إن كل واجب هو في نظر الله مهم. لقد قال الرب: “الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير”. ليست في حياة المسيحي الحقيقي أمور غير جوهرية. SM 150.2
كثيرون ممن يدعون أنفسهم مسيحيين يعملون في تناقض ومقاصد الله، و كثيرون ينتظرون أن يؤتى إليهم بعمل عظيم، و في كل يوم تفوتهم فرص كان بإمكانهم أن يظهروا فيها أمانتهم لله، وفي كل يوم يقصرون عن أن يؤدوا من كل القلب الواجبات الصغيرة في الحياة التي تبدو لهم غير شائقة، و لكن فيما هم ينتظرون أن يسند إليهم عمل عظيم يستخدمون فيه مواهبهم العظيمة المزعومة، و يرضون بذلك أشواقهم الطموحة، ينتهي أجلهم إذ يوافيهم الموت. SM 151.1
أصدقائي الشبيبة الأعزاء، اعملوا الأعمال التي في متناول أيديكم. اهتموا بالقيام ببعض الأعمال المتواضعة التي تنتظرمن، واعملوها بكل القلب و الفكر. ارغموا أفكاركم على العمل بوعي في الأشياء التي تقدرون على أدائها في البيت، و بذلك تعدون نفوسكم لنفع أعظم. اذكروا أنه جاء عن الملك حزقيا قول الكتاب “كل عمل ابتدا به... إنما عمله بكل قلبه وأفلح”. SM 151.2