ستظل في خطر حتى تفهم القوة الحقيقية للإرادة. فأنت قد تؤمن وتعد بأمور كثيرة، غير أن وعودك و إيمانك تظل عادمة القيمة حتى تتجلى إرادتك في الإيمان و الأفعال. إذا كنت تجاهد جهاد الإيمان بكل ما لك من قوة إرادة فأنت منتصر حتماً. يجب ألا تثق بمشاعرك وانطباعاتك و عواطفك، إذ لا يمكن الاعتماد عليها، خاصة بالنظر لآرائك المفسدة، و أن المعرفة بوعودك المنقوضة و عهودك المنكوثة تضعف ثقتك بنفسك، و إيمان الآخرين بك. SM 154.1
لكن لا حاجة بك إلى اليأس. يجب أن تعزم على الإيمان، مع أن ليس هناك ما يبدو أنه حقيقي أو واقعي في نظرك. و غنية عن القول لك أن نفسك هي التي أةصلتك إلى هذه الحالة التي لا يحسدك عليها أحد. عليك أن تستعيد سابق اتكالك على الله وثقتك بأخوتك. ولك أنت أن تخضع إرادتك لمشيئة يسوع المسيح، و إذ تفعل ذلك فالرب يتولى أمرك في الحال و يعمل فيك أن تريد و أن تعمل من أجل المسرة، و إذ ذاك يضبط روح المسيح طبيعتك بجملتها، بل يجعل أفكارك تصبح خاضعة له. SM 154.2
لست تستطيع أن تضبط دوافعك وانفعالاتك كما قد تشاء، لكنك تقدر أن تضبط إرادتك و تحدث تغييراً كلياً في حياتك. فإذ تخضع إرادتك للمسيح تستنر حياتك مع المسيح في الله، و تحالفك القوة التي هي فوق كل الرياسات و السلاطين، و تنال من الله القوة التي تثبتك في قوته هو، و يصبح بإمكانك أن تحصل على النور الذي هو نور الإيمان الحي، غير أنه يجب أن تنسجم إرادتك مع إرادة الله، لا مع إرادة الصحب و العشراء الذين بواستطهم يعمل الشيطان باستمرار لإيقاعك في حبائله و القضاء عليك. SM 155.1
فهلا أقدمت دون إبطاء على إصلاح علاقتك بالله. هلا قلت: “سأسلم إرادتي ليسوع الآن” و منذ هذه اللحظة تتبع الرب دون تحفظ؟ إصرف النظر عن العادات المألوفة، واحتقر ذلك النزوع إلى الشاهية و الشهوة. لا تترك للشيطان مجالاً ليقول: “أنت مراء محطم لا يرجى منه خير”. إغلق الباب في وجهه حتى لا يتهمك هكذا و يخلع قلبك، و قل: “سأؤمن، بل أنني فعلاً أؤمن أن الله هو معيني” و ستجد أنك منتصر بالله. و إذ تسلم للرب إرادتك يثبات فإن كل عاطفة فيك ستستأسر إلى إرادة المسيح و ستجد إذ ذاك أن قدميك مثبتتان على صخر متين. أحياناً يقتضي الأمر استعمال كل ذرة تملكها من قوة الإرادة، غير أن الله هو العامل لأجلك، و ستخرج من عملية الصياغة و السبك إناء مختاراً للكرامة. SM 155.2