تحدث عن الإيمان، و حافظ على تمسكك بالله. لا تطأ قدماك أرض العدو، و سيكون الرب معينك، و هو سيعمل لك ما تعجز أنت عن فعله لنفسك، و إذ ذاك تصبح مثل “أرز لبنان”. حياتك تتحلى بالنبل، و أعمالك تكون بالله معمولة، و ستحصل على القوة و الاجتهاد و البساطة التي تجعل منك آلة مجلوّة مصقولة في يدي الله. SM 156.1
تحتاج أن تشرب يومياً من نبع الحق، لكي تفهم سر الإبتهاج و الفرح في الرب. و لكن يجب أن تذكر أن إرادتك هي الباعث على كل أفعالك. هذه الإرادة التي تشكل عاملاً هكذا مهما في صفات الإنسان قد سلمت عند السقوط لسلطان الشيطان الذي لم ينفك منذئذ يعمل في الإنسان أن يريد و أن يفعل مسرته هو، مما يعود على الإنسان بالبؤس و الهلاك. SM 156.2
غير أن تضحية الله اللامحدودة ببذله يسوع، ابنه الحبيب، ليصير ذبيحة عن الخطية تمكّنه من القول دون ما نقض لأي من مبادئ ملكه: “سلم ذاتك لي. أعطني تلك الإراجة. انتزعها من قبضة الشيطان و أنا سأمتلكها، و عندئذ أستطيع أن أعمل فيك أن تريد و أن تعمل مسرتي الصالحة” و حين يعطيك فكر المسيح تصبح إرادتك مثل إرادته و تتغير صفاتك إلى شبه صفات المسيح، فهل في نيتك أن تفعل إرادة الله؟ هل ترغب في إطاعة كلمة الله؟ “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني”. SM 156.3
ليس في إمكانك أن تتبع المسيح ما لم ترفض الإستجابة لدوافعك، و تعزم أن تطيع الله. إن عمل إرادة الله، لا مشاعرك و تأثراتك هو الذي يصيّرك إبناً لله. إن أمامك حياة ستكون نافعة إذا أصبحت إرادتك إرادة الله، إذ ذاك يمكنك أن تصبح في رجولتك المعطاة لك من الله مثالاً في الأعمال الصالحة، و ستساعد على معاضدة قواعد التهذيب بدلاً من هدمها، و المحافظة على النظام بدلاً من احتقاره و التحريض على إفساد نظام الحياة بتصرفاتك. SM 157.1
أخبرك في خوف الله أنني أعرف ما يمكنك أن تكون عليه إذا أنت سلمت إرادتك لله. “إننا نحن (عاملون) مع الله” يمكنك أن تكون عاملاً للزمن الحاضر و الأبدية بطريقة تمكنك من الوقوف بلا عيب في الدينونة، فهل تجرب؟ هل تعكس وجهة سيرك الآن تماماً؟ أنت موضع محبة المسيح و تشفعه، فهل تخضع الآن لله و تساعد الذين جعلوا كرقباء ليحرسوا مصالح عمله بدلاً من النسبب لهم في الحزن و تثبيط العزيمة؟ - (5 ه : 513 — 516). SM 157.2