إذ يطيل المرء التأمل في يسوع تصاغ صفاته حسب المثال الإلهي، و يتخلل أفكاره شعور بصلاح الرب و محبته. نتأمل في صفاته و بذلك تمتلئ به أفكارنا، و محبته تكتنفنا. إذا نظرنا، و لو للحظة إلى الشمس في أوج إشراقها و بهائها، ثم حولنا أبصارنا عنها، فإن صورتها ستظهر لنا في كل شيء ننظر إليه. SM 162.3
كذلك هي الحال حين نشاهد يسوع، شمس البر، فإن كل ما ننظر إليه يعكس صورته، فلا نعود نقدر أن نرى أي شيء آخر سواه، أو نتكلم عن أي شيء آخر، لأن صورته تطبع في عين النفس، و تؤثر في كل جزء من حياتنا اليومية، ملطفة و مخضعة طبيعتنا بجملتها. إننا بالمشاهدة نتغير إلى شبه المثال الإلهي — شبه المسيح، و نعكس لجميع الذين نحتك بهم أشعة بره المشرقة المبهجة. ذلك لأننا نكون قد أصبحنا متجددين خلقياً، فقلوبنا و نفوسنا و أفكارنا قد أنارتها صورة ذاك الذي أحينا و بذل نفسه لأجلنا، و هنا أيضاً ندرك أنه في قلوبنا يحل بالإيمان تأثير شخص حي. SM 163.1
عندما نقبل تعاليم المسيح، و تتمكن هذه التعاليم منا يصبح حضوره الدائم معنا حقيقية واقعة بالنسبة لنا، فيضبط أفكارنا و آراءنا و أفعالنا، و نحظى بتعاليم أعظم معلم عرفته البشرية إطلاقاً، و يكون ثمة شعور بالمسؤولية و التأثير البشريين يمدنا بقوة أدبية لآرائنا في الحياة وواجباتنا. SM 163.2
إن المسيح هو كل شيء لنا — الأول و الآخر و الأفضل في كل شيء. يسوع المسيح، روحه، خلقه، يطبع بطابعه كل شيء، إنه السداة و اللحمة، بل هو نسيج كياننا بأجمعه. كلمات المسيح هي روح و حياة، فلسنا نقدر، إذاً أن نركز أفكارنا في أنفسنا. و لسنا نحن هو الذين يحيون فيما بعد، بل المسيح مخلص حي. و نحن إذ نداوم على النظر إلى يسوع نعكس صورته على كل من هم حولنا، و لا نعود نعير مفشلاتنا إهتماماً أو اعتباراً، و نكف حتى عن التحدث عنها، لأن صورة أبهي و أشهى أخذت تجتذب أبصارنا، هي محبة يسوع الثمينة. إنه يحل فينا بالكلمة و الحق — (ق : 387 — 390). SM 163.3