إن يسوع أخلى نفسه، و في كل ما عمل لم يظهر الذلت، بل أخضع كل شيء لإرادة أبيه. و إذ أوشكت مرسليته على الأرض أن تختتم، حق له أن يقول: “أنا مجدك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته” و هو يأمرنا قائلاً: “تعلموا مني أني وديع و متواضع القلب” “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه” فلتخلع الذات عن عرشها، و لا تسد النفس بعد. SM 164.2
إن من يشاهد المسيح في إنكاره نفسه و في تواضع قلبه ينحصر أن يقول ما قاله النبي دانيال لما رأى مثل ابن إنسان: “نضارتي تحولت فيّ إلى فساد”.. إن الطبيعة البشرية لا تنفك تجاهد بالفخر، مستعدة للمنافسة في مجال الكبرياء، غير أن الذي يتعلم عن المسيح و منه هو خلو من الذات و من الكبرياء و من حب السيادة، و يمتلئ سكينة في النفس، و إذ ذاك تذعن الذات لما يقول به الروح القدس، و لا نعود نهتم بطلب المحل الأرفع، ولا نطمح إلى التزاحم و التطاحن طلباً في الظهور بل نشعر أن محلنا الأرفع هو عندي قدمي يسوع مخلصنا. و ننظر إليه منتظرين أن تقودنا يده، مصغين إلى صوته ليرشدنا. و الرسول بولس قد حصل على هذا الاختبار، فهو لذلك يقول: “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ. فما أحياه الآن في الجسد قائماً أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني و أسلم نفسه لأجلي” — (ق: 30 و 31). SM 165.1
* * * * *