لم يكن اللحم في أي وقت مضى هو الطعام الأفضل, غير أن تعاطيه الأن كريه بشكل مضاعف, وذلك لسبب إزدياد المرض في الحيوانات إزديادا سريعا. وأحيانا كثيرة لو استطاع الناس رؤية الحيوانات وهي حية, ومعرفة نوع ما يأكلون من لحم لهجروه في تقزز واشمئزاز. انهم يأكلون بإستمرار لحما تملأه الميكروبات السلية والسرطانية, وعن طريقه ينتقل إليهم السل والسرطان وأمراض أخرى مميتة. CCA 490.2
هذا, وان أكل اللحم يزيد استعداد المرء للإصابة بالمرض إلى عشرة أضعاف. CCA 490.3
الحيوانات موبوءة بالمرض, وإذ نأكل من لحمها نزرع بذور المرض في أنسجتنا وفي دمنا, ثم إذا تعرضنا للتقلبات في جو وبيل شعرنا بمسها بشكل محسوس, كما أننا إذا تعرضنا لأوبئة سارية وأمراض معدية, كانت أجسامنا في حالة لا تتمكن معها من مقاومة المرض. CCA 491.1
وقد بان لي من النور الذي أعطانيه الله أن تفشي داء السرطان والأورام الخبيثة يعود بالأكثر إلى الإكثار من أكل اللحم. CCA 491.2
وفي أماكن كثيرة تغدو الأسماك ملوثة بما تغتذي به من أقذار, بحيث تكون سببا في المرض, ولاسيما إذا عاشت الأسماك حول أماكن تدفق أوساخ المجاري والبلاليع في المدن الكبرى. والأسماك التي تغتذي بمحتويات المجاري قد تنتقل إلى أماكن بعيدة حيث تمسك في مياه نقية, وهكذا إذ تؤكل تجلب المرض والموت للذين لم يشتبهوا في الخطر. CCA 491.3
وما يتركه الإغتذاء باللحم من اتر قد لا يظهر في الحال, غير أن هذا ليس دليلا على أنه غير ضار. قليلون هم الذين يمكن حملهم على تصديق أن ما يأكلونه من لحم هو الذي سمم دمهم وجلب لهم الآلام. وكثيرون يموتون من أمراض عائدة كليا على أكل اللحم, دون أن يعلموا هم أو غيرهم حقيقة الأمر. CCA 491.4
في أنسجة لحم الخنزير تحتشد الطفيليات, وعن الخنزير قال الله : ” هو نجس لكم. فمن لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا ” ( تثنية 14 : 8 ). لقد أعطى هذا الأمر لأن لحم الخنزير غير صالح للأكل. الخنازير كناسة, وتلك هي المنفعة الوحيدة التي رسم لها أن تقدمها, ولم يكن للإنسان أن يأكل من لحمها تحت أي ظرف إطلاقا, إذ من المستحيل أن يكون لحم أي مخلوق مغذيا من الأقذار هي عنصره الطبيعي, ويغتذي بكل شيء كريه. CCA 492.1
ولئن كان لحم الخنزير من أكثر المأكولات شيوعا فهو من أشدها ضررا. ان الله لم يحرم أكله على العبرانيين اظهارا لسلطانه, بل لأن لحمه غير صالح للإنسان, إذ هو يملأ الجسم بالداء المعروف بداء الخنازير, ولاسيما في الأقاليم الحارة حيث يتسبب في البرص وغيره من مختلف الأدواء. وتأثيره في هذه الأقاليم كان أشد ضررا, إلى درجة كبرى, منه في الباردة ... إن لحم الخنزير, زيادة على كل اللحوم الأخرى, يجعل الدم في حالة رديئة, والذين يكثرون من أكله لا يمكن أن يسلموا من المرض. CCA 492.2
وهو يضعف بشكل خاص, الأعصاب المخية الدقيقة الحساسة ويغشيها بسحابة, بحيث يعجز الدماغ عن تمييز المقدسات, بل يضعها في المستوى الوضيع مع الأمور العادية. CCA 492.3
والذين يرتاضون في العراء لمدة طويلة لا يشعرون بالعواقب السيئة التي يؤدي إليها تعاطي لحم الخنزير كما يشعر بها أصحاب المهن الفكرية الذين يقضون معظم وقتهم جلوسا بين أربعة جدران. CCA 493.1