لسنا نرسم اسلوبا محددا ليتبع في مسألة الغذاء, ولكنا نقول أنه في البلدان التي تكثر فيها الاثمار والحبوب والنقل ( المكسرات ) لا يكون اللحم هو الطعام الصالح لشعب الله. لقد أعلمت بأن اللحم يعمل على حيونة الطبيعة ( أي ادخال صفة الحيوانية فيها ) ويسلب الرجال والنساء ما ينبغي أن يكون فيهم من محبة للآخرين وعطف عليهم, ويتيح للشهوات المنحطة أن تسيطر على قوى الفرد السامية. ان كان أكل اللحم نافعا في وقت مضى فهو ليس مأمونا الآن, ذلك لأن السرطانات والأورام الخبيثة والأمراض الرئوية متسببة بالأكثر عن اكل اللحم. CCA 508.2
ليس لنا أن نتخذ من استعمال اللحم محكا للشركة الأخوية, غير أنه ينبغي لنا أن نأخذ بعين الإعتبار ما يتركه المدعوون مؤمنين الذين يستعملون الأطعمة اللحمية, من تأثير على الآخرين. وبوصفنا مرسلي الله, ألا نقول للشعب : ” فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد الله “ ؟ ( 1 كورنثوس 10 : 31 ). وهلا نادينا برسالة صريحة ضد الإنغماس في شهوة الطعام المفسدة ؟ هل لأي من خدام الإنجيل الذين ينادون بأجل ما قد أعطى للبشر من مباديء الحق أن يضعوا مثالا في العودة إلى قدور اللحم في مصر ؟ وأولئك الذين يتلقون دخلهم من العضور التي في خزنة الرب, أيسمحون لأنفسهم, بالإنهماك في الملذات, وتسميم التيار المحيي الجاري في عروقهم ؟ هل تراهم يستخفون بما أرسل الله إليهم من نور وإنذارات ؟ يجب أن تعتبر صحة الجسم ضرورية للنمو في النعمة, واكتساب طباع هادئة. وإذا لم تلق المعدة العناية اللازمة, تعطل صوغ الأخلاق الأدبية القويمة. فالدماغ والعصاب تشارك المعدة الإحساس. وعادات الأكل والشرب الخاطئة تنتج تفكيرا سقيما وتصرفا خاطئا. CCA 508.3
الجميع قد امتحنوا وفحصوا. لقد اعتمدنا للمسيح, وأن نحن فعلنا ما علينا باعتزالنا كل ما من شأنه أن يهوي بنا ويجعلنا غير ما يجب أن نكونه, فسنعطي قوة لننمو في المسيح الذي هو رأسنا الحي, وسنرى خلاص الله. CCA 509.1
لا يمكن إيقاظنا تماما لنرى ما ينتج من شرور عن الطعام غير الصحي إلا إذا كنا متفهمين موضوع الإصلاح الصحي. والذين, بعد أن يروا أغلاطهم, يملكون الجرأة لتبديل عاداتهم, يجدون أن عملية الإصلاح تقتضي صراعا وكثيرا من المثابرة, ولكنهم ما أن يشكلوا حاسة الذوق عندهم حتى يدركوا أن استعمال الطعام الذي سبق لهم أن اعتبروه صحيا, كان, بصورة بطيئة ولكن أكيدة, يضع الأساس لمرض سوء الهضم وأمراض أخرى . CCA 509.2
أيها الآباء والأمهات تعقلوا للصلاة. تحرزوا من عدم الإعتدال في كل أشكاله. علموا أولادكم مباديء الإصلاح الصحي القويم. عرفوهم بما يجب أن يجتنبوه من الأمور حفظا لصحتهم. ان غضب الله قد بدأ, فعلا, ينسكب على أبناء المعصية. يا للجرائم, ويا للممارسات الأثيمة التي ترى في كل مكان ! علينا, كشعب, أن نولي أولادنا اهتماما عظيما, فنصونهم من المعاشرات المفسدة. CCA 509.3