إن أعصاب الدماغ التي تتولى الإتصال بالجهاز البدني كله هي الوسيلة الوحيدة التي بها تقدر السماء على الإتصال بالإنسان والتأثير في أعماق حياته. وكل ما يشوش سريان التيارات الكهربية في الجهاز العصبي, يقلل من قوة الطاقات الحيوية, ويفضي إلى تخدير حساسية العقل. CCA 517.1
ومن شأن عدم الإعتدال, أيا كان نوعه, أن يخدر الذاكرة ويوهن قوة العصب الدماغي بحيث تفقد الروحيات ما لها من قيمة في نظر المرء فتوضع على صعييد واحد مع الأمور العادية التافهة, وإن قوى العقل السامية التي وجدت لمقاصد شريفة, تستبعدها الشهوات المنحطة. فإذا لم تكن عاداتنا الجسمية قويمة, تعذر على قوانا العقلية والروحية أن تكون منيعة, لأن هناك تجاوبا عظيما بين القوى الجسدية والروحية. CCA 517.2
يعتز الشيطان إذ يرى الأسرة البشرية تغرق نفسها, أعمق فأعمق, في بحر الألم والبؤس, ذلك لأنه يعلم أن من كانت عاداتهم خاطئة وأجسامهم عليلة, لا يستطيعون أن يخدموا الله بحرارة ومثابرة وطهارة كما لو كانوا أصحاء. فالجسم المعتل يؤثر في الدماغ, ونحن بالذهن نخدم الرب, والرأس هو عاصمة الجسم. والشيطان يعتز بالعمل التخريبي الذي يتسبب هو فيه بدفعة الأسرة البشرية للإنغماس في عادات يهدمون بها نفوسهم, ويهدم واحدهم الآخر, إذ أنه بهذه الواسطة يسلب الله الخدمة التي هي من حقه. CCA 517.3
الشيطان متحفز على الدوام لإخضاع الجنس البشري لسلطانه كليا, وشهوة الطعام هي أقوى وثاق يقيد به الإنسان, وهو يسعى لإثارتها فيه بكل طريقة طريقة ممكنة. CCA 518.1