جمع إبليس الملائكة الساقطين معا لإبتداع طريقة ليوقعوا بالأسرة البشرية أفظع شر ممكن, فأخذوا يقدمون مقترحاتهم الواحد تلو الآخر, حتى افتكر الشيطان أخيرا بخطة. فهو سيأخذ ثمر الكرمة, والحنطة أيضا, وأشياء أخرى مما أعطانا الله كطعام, ويحولها إلى سموم من شأنها أن تقضي على قوى الإنسان الجسمية والعقلية والروحية, وتخضع شعوره بحيث يسيطر عليه سيطرة مطلقة, فالناس يقادون, تحت تأثير المسكر, إلى ارتكاب الجرائم من كل نوع, وعن طريق شهوة الطعام المفسدة يغدو العالم فاسدا. والشيطان, إذ يقود الناس إلى إحتساء الكحول, يجعلهم ينحطون من مقامهم أدنى فأدنى. CCA 518.2
عن طريق تعاطي الكحول والتدخين والشاي والقهوة يوقع إبليس العالم في إساره, فالعقل الذي هو, هبة من الله, وينبغي حفظه صاحيا, يفسده الناس بتعاطي المخدرات, مما يسلبه المقدرة على التمييز الصحيح, ذلك أن الخصم قد سيطر عليه, إذ باعه الإنسان إياه في مقابل شيء يدفعه إلى الجنون, فأمسى ولا فكرة لديه عما هو صحيح وصواب. CCA 519.1
لقد سكب خالقنا خيراته على الإنسان بيد سخية كريمة, فلو أن هبات عنايته هذه استعملت كلها بحكمة واعتدال لانمحى من الأرض, تماما, الفقر والمرض والكرب, غير أننا, واأسفاه, حيثما تلفتنا رأينا بركات الله قد حولتها شرور الناس إلى لعنة. CCA 519.2
ليس فريق من الناس أشد إجراما بإفساده وإنتهاكه عطايا الله الكريمة, من اولئك الذين يستعملون نتاج الأرض في صنع المسكرات. فالحبوب الغذائية والاثمار الصحية اللذيذة الطعم تحول إلى مشروبات تفسد الشعور وتخبل الدماغ. ونتيجة تعاطي هذه السموم تحرم ألوف العائلات أسباب راحتها, بل ضرورات حياتها, وتتضاعف الجرائم وأعمال العنف والظلم, ويسوق المرض والموت جموع الضحايا إلى قبر السكير سوقا سريعا. CCA 519.3