التبغ سم يطيء مخاتل, ولكنه على أعظم جانب من الضرر. فهو يؤثر في البنية, أيا كان شكل تعاطيه. وما يجعل خطره شديدا أن تأثيره بطيء, ويكاد لا يدرك في باديء الأمر. يهيج الأعصاب ثم يشلها, كما أنه يضعف الدماغ ويسدل عليه حجاب الظلام. وأحيانا كثيرة يكون تأثيره على الأعصاب أفعل من تأثير المسكر, فهو أخبث وأدهى, ويصعب محو تأثيره من الجسم, كما أن تعاطيه يعطي ظمأ للمشروب القوي, وفي حالات كثيرة يضع الأساس لعادة المسكر. CCA 523.2
وتعاطي التدخين متعب وكثير الكلفة وفيه قذارة. ملوث لمتعاطيه ومزعج للآخرين. CCA 523.3
أما الضرر الذي يحدثه تعاطي التبغ بين الأحداث والشبيبة فلا يعبر عنه. يبدأ الصبيان التدخين في سن مبكرة جدا, وبذلك تتكون لديهم العادة حين تكون أجسامهم وعقولهم قابلة لتأثيراته بنوع خاص, مما يعمل على هدم الصحة البدنية, ويقعد بالجسم عن النمو, وبالعقل عن الحس, كما أنه يفسد القوى الأدبية. CCA 523.4
ليس في الطبيعة من إشتهاء طبيعي للتبغ ما لم يورث. وإستعمال الشاي والقهوة ينشيء اشتهاء التبغ. والطعام الذي يدخل في تركيبة التوابع والبهارات يهيج المعدة, ويفسد الدم, ويمهد الطريق لمنبهات أقوى. CCA 523.5
والأطعمة اللحمية الغنية بالتوابل, والشاي والقهوة التي تشجع بعض الأمهات أولادهن على تناولها تهييء لهم الطريق ليشتهوا منبهات أقوى, مثل التبغ, كما أن تعاطي التبغ يشحذ القابلية للمسكر. CCA 524.1