ليس لنا أن نتوقع اتمام مواعيد الرب ما لم نحي حياة الطاعة لكمته. يقول المرنم : ” إن راعيت اثما في قلبي لا يستمع لي الرب “ ( مزمور 66 : 18 ). فإن كنا نطيعه طاعة جزئية, نصف قلبية, فمواعيده لن تتحقق لنا. CCA 550.1
لنا في الكتاب المقدس تعليمات تتعلق بصلاة خاصة لأجل شفاء المرضى, غير أن تقديم صلاة كهذه أمر على جانب عظيم من الخطورة, وينبغي ألا يقدم عليه من غير تفكير مدقق, إذ في العديد من الصلوات المرفوعة لأجل شفاء المرضى, لا يكون الإيمان المزعوم إلا تصلفا. CCA 550.2
كثيرون من الأشخاص يجلبون لأنفسهم المرض بإنهماكهم في الملذات. لم يحيوا وفق ناموس الطبيعة أو مباديء الطهر المدققة. آخرون استخفوا بقوانين الصحة في عادات أكلهم وشربهم ولبسهم وعملهم. أحيانا كثيرة يكون شكل من أشكال الرذيلة هو السبب في ضعف العقل والجسم, ولو قد نال هؤلاء الأشخاص بركة الصحة, لأستمر كثيرون منهم في انتهاج المسلك نفسه القائم على CCA 550.3
التعدي الطائش لشرائع الله الطبيعية والروحية, ظنا منهم أنه إذا كان الله يشفيهم, استجابة للصلاة, فهم أحرار أن يمضوا في ممارساتهم غير الصحية, وينغمسوا في شهوة الطعام المفسدة, دون ما رادع. فإن صنع الله اعجوبة بإعادة هؤلاء الأشخاص إلى كامل الصحة, فهو إنما يشجع على اللخطية. CCA 551.1
ومن العبث تعليم الناس أن يتطلعوا إلى الله كشاف لضعفاتهم ما لم يعلموا أيضا وجوب هجر الممارسات غير الصحية. فلكي ينالوا بركات الله استجابة للصلاة عليهم أن يكفوا عن فعل الشر, وعاداتهم في الحياة قويمة, وإن يحيوا في وفاق وناموس الله, الطبيعي والروحي كليهما. CCA 551.2
ينبغي مصارحة الذين يرغبون في الصلاة لإستعادة صحتهم بأن تعدي ناموس الله الطبيعي أو الروحي هو خطية, وإنه لا بد لهم, في سبيل نيلهم بركة الله, من أن يعترفوا بخطاياهم ويتركوها. CCA 551.3
والكتاب المقدس يأمرنا بقوله : ” اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا “ ( يعقوب 5 : 16 ). وإلى طالب الصلاة يجب تقديم أفكار كهذه : ” لسنا نقدر على قراءة قلبك, أو معرفة أسرار حياتك. هذه أمور لا يعرفها أحد سواك أنت والله, فإن أردت الإعتراف بخطاياك فمن واجبك أنت الإعتراف بها “. الخطية ذات الطابع الخصوصي يجب الإعتراف بها للمسيح, الوسيط الوحيد بين الله والناس لأنه ” إن الصلاة أقدس رياضة للنفس, فينبغي أن تكون مخلصة ومتواضعة وحارة — رغبات قلب متجدد يتفوه بها في حضرة إله قدوس. فإذ يشعر المصلي المبتهل أنه في حضرة الله ينسى ذاته, ولا تبقى به رغبة في عرض مواهبه البشرية, ولا يسعى لإرضاء مسامع الناس, بل لنيل البركة التي إليها تتوق نفسه. CCA 551.4
إنه إمتياز لنا, سواء في العبادة الإنفرادية أو العامة, ان نجثو على ركبنا أمام الرب حين نسكب أمامه تشرعاتنا. ويسوع, مثالنا, “ جثا على ركبتيه وصلى ” ( لوقا 22 : 41 ) وقد جاء عن تلاميذه أنهم هم أيضا جثوا على ركبهم وصلوا ( أعمال 9 : 40 , 20 : 36 , 21 : 5 ). CCA 552.1
وقال بولس : ” أحني ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح ” ( افسس 3 : 14 ). وأن عزرا, إذ اعترف أمام الله بخطايا اسرائيل جثا أيضا ( انظر عزرا 9 : 5 ). ودانيال جثا كذلك على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد قدام إلهه ( دانيال 6 : 10 ). CCA 552.2