يقول الكتاب أنه ” ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل “ ( لوقا 18 : 1 ). وإن كان ثمة وقت يشعر الناس فيه بحاجاتهم إلى الصلاة فإنما يكون ذلك حين يدب الوهن في قواهم وتبدو الحياة نفسها كأنما هي آخذة في الإفلات من قبضتهم. أحيانا كثيرة ينسى الأصحاء المراحم العجيبة التي يتلقونها يوما بعد يوم وسنة بعد سنة, ولا يحمدون الله على كل حسناته, ولكن حين يحل بساحتهم المرض, يذكرون الله فالناس, إذ يعتري الوهن قوتهم يشعرون بحاجتهم إلى المعونة الإلهية, وإلهنا الرحيم لن يخيب أبدا النفس التي تطلب معونته بإخلاص. إنه ملجأنا في المرض كما في الصحة. CCA 553.1
إن المسيح هو نفسه اليوم, ذلك الطبيب الحنون, كما كان في أثناء خدمته الأرضية. فيه البلسم الشافي من كل مرض, والقوة البارئة من كل ضعف. وعلى تلاميذه في هذا الوقت أن يصلوا لأجل المرضى باليقين نفسه الذي صلى به التلاميذ قديما, وسيتبع ذلك الشفاء, لأن ” صلاة الإيمان تشفي المريض “. عندنا قوة الروح القدس ويقينية الإيمان الهادئة التي بها نقدر أن نستنجز الله مواعيده, وأن وعد الرب القائل : ” يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون “ ( مرقس 16 : 18 ). هو صادق وأمين اليوم كما كان في أيام الرسل تماما, وهو امتايز لأولاد الله, وينبغي صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار “ CCA 553.2
ما أكثر ما ينسى الأصحاء ما يسكب عليهم من مراحم عجيبة يوما بعد يوم وسنة بعد سنة. ولا يحمدون الله على كل حسناته, ولكن حين يحل بساحتهم المرض, يذكرون الله, ذلك أن الله هو ملجأنا في المرض كما في الصحة. غير أن كثيرين لا يتركون الأمر مسلما لعنايته, بل يستجلبون لأنفسهم الضعف والمرض بقلقهم على أنفسهم. لو أنهم يكفون عن التظلم, ويرتفعون فوق الغم والكآبة وانقباض النفس, لتأكد شفاؤهم بالأكثر. ينبغي لهم أن يذكروا, شاكرين, كم من الزمن نعموا ببركة الصحة, كما ينبغي ألا ينسوا, إذا هم نالوا نعمة بركة الشفاء الثمين, أنهم قد ارتبطوا مع خالقهم بعهد مجدد. حين شفى يسوع العشرة برص, واحد منهم فقط رجع إليه ليعطيه مجدا. فلا يكونن أي منا كالتسعة الباقين الطائشين الذين لم تمسس محبة المسيح قلوبهم. CCA 554.1
ان عادة اطالتنا التفكر في شرور متوقعة ليست من الحكمة ولا من المسيحية في شيء, إذ هي تسلبنا التمتع ببركات حاضرنا, كما تسلبنا الإستفادة من فرصه المؤاتية. والرب يريد منا أن نتمم واجبات يومنا ونحتمل صعابه. علينا في يومنا هذا ألا نسيء, إن بالقول أو بالفعل, بل نحمد اللخ ونكرمه. وإذ نمارس الإسمان الحي في هذا اليوم يجب أن نهزم العدو. علينا في هذا اليوم أن نطلب الله ونعزم ألا نستشعر الرضا والإستكفاء بدون حضوره. ينبغي لنا أن نسهر ونعمل ونصلي كما لو كان هذا اليوم آخر يوم نعطاه, فكم ستكون حياتنا إذ ذاك حارة ! وبأي دقة متناهية سنتبع يسوع في كل أقوالنا وأفعالنا ! CCA 554.2