ان الباعث على التوقير الصحيح لله هو شعور بعظمته اللامحدودة وإدراك لحضوره. بهذا الشعور نحو الرب غير المنظور ينبغي أن ينطبع في كل قلب أثر عميق. ان زمان الإجتماع ومكانه هما مقدسان, لأن الله حاضر هناك. وإذ يظهر التوقير في الموقف والسلوك يزداد الشعور الباعث عليه عمقا. يقول المرنم : ” قدوس ومهوب اسمه “ ( مزمور 111 : 9 ). CCA 563.3
حينام يفتتح الإجتماع بالصلاة ينبغي أن يكون كل ركبة منحنية في حضرة القدوس وإن يرتفع كل قلب إلى الله بالتكريس الصامت. والرب سيسمع صلوات العابدين الأمناء, وتكون خدمة الكلمة فعالة. غير أن موقف العابدين العادم الحياة في بيت الله هو أحد الأسباب الرئيسية في عدم إتيان الخدمة بمزيد من الثمر الصالح. إن إيقاع الترنيم الحلو المنبعث من قلوب كثيرة في صفاء ووضوح هو من الوسائل التي يستخدمها الله في عمل خلاص النفوس. ينبغي أن تدار الخدمة كلها بمهابة ورهبة كما في المحضر المنظور لسيد الإجتماعات. CCA 564.1
حين تلقى الكلمة ينبغي أن تذكروا أيها الإخوة انكم تصغون لصوت الله بواسطة عبده المنتدب, فاصغوا إليه بانتباه. لا تناموا ولو لحظة واحدة, إذ قد يفوتكم بهذه الإغفاءة سماع الكلمات عينها التي أنتم في أشد الحاجة إلى سماعها, الكلمات نفسها التي لو أصغيتم لها لحفظت أرجلكم من أن تضل في مسالك خاطئة. الشيطان وملائكته يعملون على خلق حالة من الشلل في الشعور والإحساس حتى لا تلقى التحذيرات والإنذارات والتوبيخات أذنا صاغية, أو إذا سمعت كانت عادمة التأثير في القلب وغير مصلحة للحياة. أحيانا يجتذب طفل صغير انتباه السامعين فلا يقع البذار الصالح في تربة جيدة ويأتي بثمر. أحيانا يكون من قلة احترام الشبان والفتيات لبيت الله وعبادته أنهم يظلون على إتصال دائم مع بعضهم بعضا في أثناء العظة. لو استطاع هؤلاء أن يروا ملائكة الله ينظرون إليهم ويسجلون أفعالهم لامتلأوا خجلا وكرها لذواتهم. يريد الله سامعين مصغين. إن الشيكان حين زرع الزوان إنما فعل ذلك حين كان الناس نياما. CCA 564.2
حين تقدم الصلاة الختامية ينبغي أن يبقى الجميع في هدوء كإنما هم يخشون ان يفقدوا سلام المسيح. وليخرج الجميع دون ما تزاحم أو كلام بصوت مرتفع, شاعرين أنهم في حضرة الله, وإن بصره مستقر عليهم. وإن عليهم أن يتصرفوا كما لو كان حاضرا بصورة مرئية. لا يكن ثمة وقوف في المماشي لأجل كلام المجاملة أو للقيل والقال, إذ بذلك يؤخذ على الآخرين طريق الخروج. ينبغي أن تولى باحات الكنيسة التوقير المقدس, وينبغي أن لا تجعل مكانا للقاء الأصدقاء القدامى والمجاملات وعرض الأفكار العادية والصفات التجارية الدنيوية. هذه الأمور يجب تركها خارج الكنيسة. إن الله والملائكة قد أهينوا بالضحك الصاخب المستهتر وبوقع الأقدام الذي يسمع في بعض الأماكن. CCA 565.1