قال المسيح : ” حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم “ ( متى 18 : 20 ). حيثما وجد حتى مؤمنان أو ثلاثة مؤمنين فليجتمعوا معا في السبت ليسألوا الرب إتمام مواعيده. CCA 580.1
إن للجماعات الصغيرة التي تلتئم لعبادة الله في يومه المقدس الحق في أن تطالب ببركة الرب الغنية. ينبغي لهم أن يؤمنوا أن الرب يسوع ضيف مكرم في إجتماعاتهم. وينبغي لكل عابد حقيقي يقدس السبت أن يطالب بتحقيق الوعد القائل : ” لتعلموا أني أنا الرب الذي يقدسكم “ ( خروج 31 : 13 ). CCA 580.2
لقد جعل السبت لأجل الإنسان, بركة له بإخلائه فكره من الأشغال الدنيوية ليتأمل في صلاح الله ومجده. فمن الضروري أن يجتمع شعب الله ليتحدثوا إليه, ويتبادلوا الأفكار والآراء بصدد مباديء الحق المتضمنة في كلمته, ويكرسوا جانبا من الوقت للصلاة المناسبة. غير أن هذه الوقات, حتى في السبت, ينبغي ألا تكون مملة بطولها وإفتقارها إلى ما يجعلها ملذة. CCA 580.3
حين تكون الكنيسة بلا خادم ينبغي تعيين شخص ما قائدا للإجتماع, غير أنه ليس من الضروري له أن يلقي موعظة أو يشغل جزءا كبيرا من وقت الخدمة. ان دراسة قصيرة من الكتاب المقدس غاليا ما تكون أنفع بكثير من موعظة, ويمكن أن تتبعها فترة من الصلاة والشهادة. CCA 581.1
ينبغي أن يشعر كل واحد أن له دورا يقوم به في جعل اجتماعات السبت شائقة. ليس لكم أن تأتوا لتجتمعوا معا كمجرد مسألة شكلية, بل لتبادل الأفكار, وذكر اختباراتكم اليومية, وتقديم الشكر, وابداء رغباتكم المخلصة في الإستنارة الإلهية, لكي تعرفوا الله ويسوع المسيح الذي أرسله. أن التحدث معا عن المسيح يشدد النفس ويعينها على إحتمال مصاعب الحياة وتجاريبها. لا تظنوا أن بإمكانكم أن تكونوا مسيحيين وتنكمشوا مع ذلك على أنفسكم. كل منكم هو جزء من نسيج البشرية العظيم, واختبار كل واحد سيقرره اختبار عشرائه إلى حد كبير. CCA 581.2
وينبغي أن يكون ربح النفوس هو الغاية من مدرسة السبت. ربما كان نظام العمل في المدرسة محكما, وتوافرت لها كل التجهيزات المرغوب فيها, بيد أنه إذا لم يؤت بالأولاد والشبيبة إلى المسيح فالمدرسة فاشلة, لأن النفوس ما لم تجذب إلى المسيح أوغلت في عدم المبالاة أكثر فأكثر تحت تأثير ديانة صورية. ينبغي للمعلم أن يقدم يد المعونة فيما هو يقرع باب قلب المحتاجين إلى مساعدة, وإذا كان التلاميذ يستجيبون لتوسلات الروح ويفتحون باب القلب ليدخل يسوع فهو سيفتح أبواب ذهنهم حتى يمكنهم فهم ما هو لله. عمل المعلم عمل بسيط, غير أنه إذا عمل بروح يسوع أضاف إليه روح الله عمقا وفاعلية. CCA 581.3
أيها الوالدون خصصوا بعض الوقت من كل يوم لدراسة درس مدرسة السبت مع أولادكم. خلوا عن زيارة المجاملة أن اقتضى الأمر ولا تضحوا بالساعة المكرسة للدروس الثمينة من التاريخ المقدس, فالوالدون والأولاد أيضا يستفيدون من هذه الدراسة. لتحفظ عن ظهر قلب, الآيات الهامة المتعلقة بالدرس, لا كفرضو بل كإمتياز, فالذاكرة وإن تكن ضعيفة في باديء الأمر, فهي ستقوى بالتمرين, حتى أنكم بعد حين ستبتهجون بإختزان كلمات الحق الثمينة, وستكون العادة معوانا عظيم القمية جدا في النمو الروحي ... CCA 582.1
راعوا الإنتظام في درس الكتاب المقدس مع عائلاتكم. اهملوا كل ما كان طابعه مادي, واستغنوا عن كل خياطة غير شرورية, وعن كل ما لا تدعو إليه حاجة من الإعداد للمائدة. ولكن لا تغفلوا تغذية النفس بخبز الحياة. يستحيل تقدير النتائج الطيبة لساعة واحدة أو حت نصف ساعة تكرس كل يوم لدراسة كلمة الله بطريقة شائقة جذابة. اجعلوا الكتاب المقدس يفسر نفسه بنفسه, وذلك بأن توردوا كل ما قيل بشأن موضوع معين, في أوقات مختلفة وتحت ظروف متنوعة. لا تعطوا درسكم البيتي من أجل الزائرين. فإن جاء الزائرون في أثناء الدرس, ادعوهم للإشتراك فيه. وليظهر جليا ان تحصيل معرفة كلمة الله هو أهم, في اعتباركم, من كسب أرباح العالم والتمتع بمسراته. CCA 582.2
يؤسفني أن أقول أنه في بعض مدارس السبت تسود عادة قراءة الدرس من كراسة الدروس. هذا ما لا يجوز فعله. فلو أن الوقت الذي غالبا ما ينفق في ما لا تدعو إليه حاجة أو حتى في الإثم, يخصص لدرس الكتاب المقدس لما كان الأمر كذلك, ليس من سبب يجعل المعلمين أو التلاميذ يتعلمون دروس مدرسة السبت بصورة تقل كمالا عما لدروس المدرسة اليومية. ينبغي لهم أن يتعلموها بشكل أتم إذ هم يعالجون مواضيع أهم بما لا قياس له, وإن إهمالها مغيظ لله. CCA 583.1
والذين يعملون في مدرسة السبت يجب أن تنتعش قلوبهم وتتشدد بالحق الإلهي, عاملين بالكلمة لا سامعين فقط. ينبغي أن يغتذوا من المسيح كما تغتذي الأغصان من الكرمة, وينبغي أن يسقط عليهم طل النعمة السماوية حتى تكون قلوبهم مثل غروس ثمينة تتفتح براعمها وتكبر وتنشر شذا طيبا, مثل أزهار في جنة الله. ينبغي أن يكون المعلمون تلاميذ لكلمة الله مبتهجين, يدللون أبدا على أنهم يتلقون دروسا يومية في مدرسة المسيح, ويقدرون أن يوصلوا إلى الآخرين النور الذي تلقوه من المعلم الأعظم الذي هو نور العالم. CCA 583.2
وفي إختيار الموظفين من وقت لوقت يجب ألا يسود التفضيل الشخصي, بل عينوا للمراكز ذات المسؤولية أشخاصا قد اقتنعتم بأنهم يحبون الله ويخشونه ويجعلونه مرشدهم الأوحد. CCA 583.3