يجب إظهار روح الخدمة, سواء في البيت أو الكنيسة. إن الذي أعطانا ستة أيام لنعمل فيها أعمالنا الزمنية قد بارك اليوم السابع وقدسه وأفرزه لنفسه. وهو في هذا اليوم يبارك بشكل خاص جميع الذين يكرسون نفوسهم لخدمته. CCA 584.1
السماء بأسرها تحفظ السبت, ولكن لا بفتور وبطالة, ففي هذا اليوم ينبغي أن تستيقظ كل طاقة من طاقات النفس لأنه اليس علينا أن نجتمع بالله وبالمسيح مخلصنا ؟ يمكننا أن نرى الرب بالإيمان, وهو مشتاق أن ينعش ويبارك كل نفس. CCA 584.2
لقد أرشدت الرحمة الإلهية في وجوب العناية بالمرضى والمتألمين, وإن ما يلزم من عمل لإراحتهم هو عمل ضروري وليس تدنيسا للسبت. أما غير الضروري من الأعمال فيجب أن نتحاشاه كله. كثيرون يؤجلون إلى بداية السبت أمورا صغيرة مما ينبغي عمله في يوم الإستعداد, هذا لا يجوز. اما ما يهمل القيام به من الأعمال حتى بدء السبت فينبغي تركه على حاله حتى ينتهي السبت. CCA 584.3
ولئن وجب اجتناب الطبخ يوم السبت, فليس من الضروري تناول الطعام باراد, بل ينبغي إذا كان الجو باردا أن يسخن ما قد أعد في اليوم السابق للطعام, ولتكن الوجبات, على بساطتها, سائغة وجذابة. أعدوا طعاما يعتبر خاصا ومبهجا, مما لا تتناوله العائلة كل يوم. CCA 584.4
أذا كنا نرغب في البركة الموعود بها للطائعين فيجب أن نحفظ السبت بتدقيق. وإني لأخشى أننا أحيانا كثيرة نقوم باسفار في السبت بينما يمكننا اجتنابها. ينبغي لنا, تمشيا مع النور المعطى من الله بخصوص حفظ السبت, ان نزداد تحفظا فيما يتعلق بالسفر في الزوارق والسيارات في هذا اليوم, بل ينبغي أن نترك في هذه الأمور مثالا صالحا لأولادنا وشبيبتنا. وفي سبيل الوصول إلى كنائسنا المحتاجة إلى مساعدتنا وإعطائها الرسالة التي يريد لها الله أن تسمعها, قد يكون من الضروري لنا أن نسافر في السبت, بيد أنه ينبغي لنا, بقدر الإمكان, أن نبتاع بطاقات السفر ونعمل كل ما يلزم عمله من ترتيبات في يوم آخر. وحين نبدأ سفره ما ينبغي بذل كل جهد في الإستعداد, اجتنابا للوصول إلى محط رحالنا في السبت. CCA 585.1
حين نضطر للسفر في السبت ينبغي أن نجتنب صحبة الذين من شأنهم أن يحولوا انتباهنا إلى الأمور الدنيوية, وإن نبقى أفكارنا ثابتة على الله, ونظل على اتصال به, ونتحدث إلى الآخرين عن الحق كلما سنحت الفرصة لذلك, ونكون مستعدين دائما لتخفيف آلام المتألمين وإغاثة المحتاجين. والله يريدنا في حالة كهذه أن نستعمل ما قد وهبنا إياه من معرفة وحكمة. ولكن ينبغي ألا نتكلم في أمور التجارة أو نشترك في أي حديث عادي دنيوي. إن الله يريدنا, أنذضى كنا وحيثما وجدنا, أن نبرهن على ولائنا له بإكرامنا السبت. CCA 585.2