Go to full page →

امتياز الآباء KS 233

سعداء هم الوالدون الذين حياتهم هي انعكاس حقيقي لما هو إلهي بحيث أن مواعيد الله وأوامره توقظ في نفس الطفل روح الشكر والوقار، الوالدون الذين تفسر رقتهم وعدالتهم وطول أناتهم للطفل محبة الله وعدالته وطول أناته، والذين إذ يعلّمون الطفل أن يحبهم ويثق بهم ويطيعهم إنما يعلمونه أن يحب أباه السماوي ويثق به ويطيعه. فالوالدون الذين يزودون الطفل بمثل هذه العطية إنما يمنحونه كنزا أثمن من كل ثروات الدهور - كنزا باقيا ببقاء الأبد KS 233.2

إن الأطفال المسلمين لرعاية أمهاتهم هم ودائع مقدسة مسلمة إلى كل أم من الله. فهو يقول: «خذي هذا الابن أو هذه الابنة وربيه لأجلي ، وقدمي له الخلق المهذب على مثال هيكل لكي يضيء خلقه في مساكن الرب إلى الأبد». KS 233.3

كثيرا ما يبدو عمل الأم وكأنه خدمة عديمة الأهمية. فهو عمل يندر أن يلّقى تقديراً. فالآخرون لا يعرفون إلا القليل عن همومها وأعبائها الكثيرة. أن أيامها تنفق في حلقة من الواجبات الصغيرة، وكل منها يتطلب جهدها الصبر وضبط النفس . و اللباقة والحكمة والمحبة المضحية، ومع ذلك فهي لا تستطيع أن تفتخر بما قد علمت أنه عمل عظيم ، إنما هي فقط حفظت الأشياء في البيت سائرة في هدوء ، وفي كثير من الأحيان وهي متعبة ومرتبكة حاولت أن تكلم أطفالها بكل رقة ولطف، ولتجعلهم مشغولين في عمل وسعداء ، وحاولت أن ترشد أقدامهم الصغيرة في طريق الصواب. وهي تحس وكأنها لم تفعل شيئا. ولكن الأمر ليس كذلك. إن ملائكة السماء يراقبون الأم التي أنهكتها الهموم ، و يلاحظون الأحمال التي تحملها يوما فيوما. قد لا يسمع أحد باسمها في العالم ولكنه مكتوب في مسفر حياة الخروف . KS 233.4