وتوجد خدمة يجب تقديمها للأثرياء. فهم بحاجة لإيقاظهم لمعرفة مسؤوليتهم كمن قد أودعت بين أيديهم هبات السماء. إنّهم بحاجة إلى تذكيرهم بأنهم لابد أن يقدموا حسابا للذي سيدين الأحياء والأموات. إنّ الرجل الغني يحتاج إلى خدمتك له بمحبة الله وخوفه. إنّه في غالب الأحيان يتّكل على غناه ولا يحسّ بخطره. إنّ عيني ذهنه تحتاجان إلى أن تتجها إلى الأشياء ذات القيمة الباقية. — المعلم الأعظم، صفحة ١٤٨. ChSAr 202.1
إنّ الذين يحتلون مراكز سامية في العالم لأجل علمهم أو غناهم أو عملهم قلّما يحدثهم أحد حديثاً فردياً فيما يختص بصالح نفوسهم. وكثيرون من الخدام المسيحيين يترددون في الاقتراب من هذه الطبقات. ولكن هذا ما لا يجب أن يكون. فإذا كان هناك إنسان موشكاً على الغرق فإننا لا نقف جانبا ونتركه يغرق لكونه محاميا أو تاجرا أو قاضيا. فإذا رأينا أشخاصا يسرعون إلى هوة فإننا لا نتردد في صدهم وإبعادهم عنها مهما يكن مركزهم أو عملهم. وكذلك ينبغي ألاّ نتردد في إنذار الناس من الخطر الذي يهدد نفوسهم. ينبغي ألاّ نهمل أحدا من الناس بسبب انصرافهم الظاهري إلى الأمور الدنيوية. — المعلم الأعظم، صفحة ١٤٨. ChSAr 202.2
علينا أنْ نتعب لأجل نفوس الذين هُم في مراكز رفيعة. علينا أنْ نقّدم إليهم الدعوة الكريمة إلى وليمة العرس. — ذا سزرن ووتشمان، ١٥ مارس ١٩٠٤. ChSAr 202.3
إنّ الربّ يرغب في أنْ يتجدّد أصحاب المال ويكونوا بمثابة يده التي تمدّ العون للوصول إلى الآخرين. إنّه يريد لأولئك القادرين على المساعدة في عمل الإصلاح والاسترداد أنْ يروا نور الحقّ الثمين، فتتغيّر أخلاقهم وينقادوا ليضعوا في خدمته رأس المال الذي أودع بين أيديهم. إنّه يريدهم أنْ يستثمروا الوسائل والإمكانات التي أقرضها لهم في عمل الخير، في تمهيد الطريق لكي يُكرَز بالإنجيل بين الناس مِن جميع الطبقات، القريبة منها والبعيدة. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ١١٤. ChSAr 202.4
والذين يُحسبون ضمن الطبقات الراقية في المجتمع ينبغي البحث عنهم بمحبة ورقة وتقدير أخوي. فالناس الذين عندهم قوة جبارة للاختراع والبصيرة العلمية، والعباقرة، ومعلمو الإنجيل الذين لم تعبأ عقولهم بالحقائق الخاصة بهذا الوقت — هؤلاء ينبغي أن يكونوا أول من يسمعون النداء. فيجب أن تقدم إليهم الدعوة. — المعلم الأعظم، صفحة ١٤٧، ١٤٨. ChSAr 203.1
لقد ارتكبنا الأخطاء حين لم نسعَ لإيصال الحقّ إلى أصحاب السلطة والطبقات الراقية. إنّ الناس مِن خارج إيماننا قد نُبذوا وتمّ تجنّبهم أكثر مِن اللازم. ففي حين أنّه لا ينبغي علينا ملازمتهم كي لا نتطبع بسلائقهم، إلّا أنّ الأمناء الصادقين هم في كلّ مكان، ولأجل هؤلاء علينا أنْ نعمل بحذر وحكمة وذكاء وبمحبّة كاملة لنفوسهم. ينبغي جمع التبرّعات لتمويل مشاريع تدرّب الرجال والنساء على العمل لأجل هذه الطبقات الراقية، هنا وفي بلدان أخرى. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٥٨٠، ٥٨١. ChSAr 203.2