يوجد كثيرون ممن يقرأون الكتاب ولكنهم لا يفهمون المعنى الحقيقي لما يقرأون. وفي كل مكان في العالم ينظر الرجال والنساء إلى السماء في لهفة وشوق. فالصلوات والدموع والأسئلة تصعد من النفوس المشتاقة إلى النور والنعمة والرُّوح الْقُدُس. وكثيرون هم الذين يقفون على أعتاب الملكوت في انتظار أن يجمعوا إليه. — أعمال الرسل، صفحة ٨٣. ChSAr 57.2
يمكنّنا نحن أيضاً أن نتعلّم دروساً كثيرة من اختبار إيليّا في أيّام الخوف وتثبيط الهمّة تلك التي بدا وكأنّها أيّام هزيمة. دروس لها قيمتها الكبرى لخدّام الله في هذا العصر الذي اتّصف بالجنوح عن الحقّ. فما أشبه الارتداد المتفشّي اليوم بالذي انتشر في إسرائيل في أيّام النبيّ. فجماهير كثيرة من الناس يتبعون اليوم البعل بتعظيم الأمور البشريّة فوق الأمور الإلهيّة، ويمجّدون القادة المشهورين ويتعبّدون لإله المال ويضعون مبادئ العلم فوق مبادئ الوحي الإلهي. وقد ترك الشكّ وعدم الإيمان أثرهما الوبيل في العقل والقلب. واستبدل كثيرون أقوال الله بنظريّات الناس. بل يوجد من يجاهرون بالتعليم القائل أنّنا وصلنا إلى زمن ينبغي أن يسمو فيه العقل فوق تعاليم كلمة الله. ويعلن كثيرون عن شريعة الله التي هي المقياس الإلهي للبرّ أنّها عديمة التأثير. فعدوّ الحقّ يعمل بقوّته الخادعة لجعل الرجال والنساء يضعون القوانين البشريّة في مكان الله وينسون الوسائل التي تعينت لخلاص وسعادة بني الإنسان. ChSAr 57.3
ومع ذلك فإنّ ذلك الارتداد وإن يكن منتشراً كما هو الآن، فهو ليس شاملاً ولا عاماً. فليس كلّ الناس الذين في العالم هم خطاة عصاة، وليس الجميع انضمّوا إلى صفوف العدوّ. يوجد آلاف الأنفس لله لم يحنوا ركبة للبعل وكثيرون يتوقون لإدراك ما يختصّ بالمسيح والشريعة إدراكاً أفضل كما يرجو كثيرون أن يأتي يسوع سريعاً ليضع نهاية لملك الخطيئة والموت. كما يوجد أيضاً من ظلّوا يسجدون للبعل عن جهل ومع ذلك فروح الله مازال يجاهد معهم. — الأنبياء والملوك، صفحة ١١٧. ChSAr 57.4