الشيطان عدو ساهر صاح كاف على قصده في قيادة الشبيبة في مسلك من النشاط مغاير كلياً لما يرضى عنه الله. يعرف جيداً أن لا فريق من الناس يقدر أن يفعل من الخير ما يقدر عليه الشبان و الفتيات المكرسين لله، فالشبيبة إن استقام مسلكهم بمقدورهم أن ينشروا تأثيراً جباراً. أما الوعاظ و المتقدمون في السن من الأعضاء العلمانيين فليس لهم من التأثير في الشبيبة نصف ما للشبيبة أقرانهم فيهم. يجد بهم أن يشعروا بأن من واجبهم أن يبذلوا من الجهد قصاراه لخلاص أخوتهم في الإنسانية حتى لو اقتضاهم ذلك التضحية برغائبهم المشتهاة و الطبيعية، ينبغي أن يكرسوا لله وقتهم و حتى أموالهم إن اقتضى الأمر ذلك. SM 210.1
ينبغي لجميع الذين يدّعون التقوى أن يشعروا بالخطر المحدق بمن هم بعيدون عن المسيح، إذ سرعان ما ينتهي أجل هؤلاء الذين كان بإمكان أولئك أن يعملوا على خلاصهم لو ثبتوا في مشورة الله، لكنهم قصروا عن أداء واجبهم بسبب الإنسانية و التراخي، أو لأنهم استحوا بصليب المسيح — هؤلاء يخسرون نفوسهم فحسب، بل أن دم هؤلاء الخطاة المساكين سيطلب منهم أيضاً. و سيتوجب عليهم أن يقدموا حساباً عن الصلاح الذي كان في مقدورهم أن يفعلوه لو كانوا مقدسين لله، لكنهم لم يفعلوا بسبب عدم أمانتهم. SM 210.2
إن الذين ذاقوا فعلاً حلاوة المحبة الفادية لا يركنون إلى الراحة، بل لا يقدرون على ذلك حتى يخبروا حميع المحتكين بهم عن تدبير الخلاص. على كل من الأحداث أن يسأل: “يا رب ماذا تريدني أن أفعل؟ كيف يمكنني أن أمجد و أعظم اسمك على الأرض؟” حيثما تلفتنا نشاهد نفوسنا تهلك، و مع ذلك فما مبلغ شعور الشبيبة بمسؤولياتهم تجاه ربح النفوس للمسيح؟ SM 211.1