إن أبانا السماوي لا يطلب منا أكثر أو أقل مما قد وهبنا المقدرة على فعله، و هو لا يلقي على خدامه أعباء هو عن أدائها قاصرون، “لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن”. إننا قادرون، بنعمة الله، على فعل كل ما يطلب الله منا فعله. SM 321.1
“كل من أعطى كثيراً يطلب منه كثير”. سيحاسب كل منا فردياً على تقصيره في أداء أقل القليل مما كانت لنا القدرة على أدائه. و الرب يقيس بدقة كل إمكانية للخدمة. إن الكفاءات المعطلة سيحاسب الناس عليها، لأن الله يعدنا مسؤولين عن كل ما كان يمكننا بلوغه باستعمالنا مواهبنا الاستعمال الصائب، و سندان على ما كان يجب أن نفعله و لكن لم نفعله لأننا لم نستخدم قوانا لتمجيد الله. حتى و إن لم نخسر نفوسنا سندرك في الأبدية نتيجة ترك مواهبنا معطلة، ففي مقابل كل معرفة أو طاقة كان بإمكاننا اكتسابها و لم نفعل ستكون خسارة أبدية. SM 321.2
و لكن حين نسلّم ذواتنا لله تسليما كلياً، و نتبع إرشاداته في أعمالنا، عندئذ يجعل نفسه مسؤولاً عن إنجاز هذه الأعمال، و يجنبنا الحدس و التساؤل من جهة نجاح مجهوداتنا الأمينة. ينبغي ألا نفكر بالفشر ولو مرة واحدة، بل لنعمل مع ذاك الذي لا يعرف الفشل. SM 321.3
ينبغي ألا نتحدث عن ضعفنا و عجزنا، فهذا شك واضح في الله و إنكار لكلمته. حين تحملنا أعباؤنا على التذمر و التأفف، أو نرفض المسؤوليات التي يدعونا الله للاضطلاع بها فنحن، في الواقع، نقول عنه أنه سيد قاس و أنه يطالبنا بما لم يزودنا بالقوة للقيام به — (ل: 362 و 363). SM 322.1