هل يسعى أتباع المسيح إلى زينة القلب الخفي، زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن؟ أم هل تراهم يبددون ما تبقى من ساعات زمن النعمة القليلة القصيرة في السعي وراء الزينة الخارجية سعياً لا مبرر له؟ إن الله يروم أن تدأب المرأة في ترقية و تهذيب عقلها و قلبها، محرزة طاقة ذهنية و قوة أدبية، حتى يتهيأ لها أن تحيا حياة نافعة سعيدة، فتكون بركة للعالم و مجداً لخالقها. SM 373.1
أود أن أسأل شبيبة هذا الجيل الذين يدعون الإيمان بالحق الحاضر: في أي شيء تراهم ينكرون أنفسهم من أجل الحق؟ هل تراهم حين يرغبون حقاً في ابتياع قطعة لباس أو حلية أو شيئاً ما من وسائل الراحة — هل تراهم يبسطون الأمر أمام الرب بالصلاة ليعرفوا هل يقر روح الله إنفاق ما سينفق في هذا السبيل من مال؟ و في تحضير ملابسهم هل يحرصون على ألا يجعلوا إيمانهم موضع هزء و تعيير؟ هل بإمكانهم أن يطلبوا بركة الله على الوقت الذي ينفقونه على هذا النحو؟ هل الانضمام إلى عضوية الكنيسة شيء، و الاتحاد مع المسيح شيء آخر؟ إن أدعياء الدين من محبي العالم غير المكرسين هم من أخطر أسباب الضعف في كنيسة المسيح. SM 373.2
يسود العالم في هذا الجيل تهالك على المسرات لم يسبق له مثيل. فالانغماس في الملذات و الإسراف الطائش قد تفشيا في كل مكان. جماهير الناس أبداً متعطشون للهو، مما يجعل عقولهم ضعيفة زرية سخيفة، لأنها لم تتعود التأمل و لم تدرب على الدرس. إن العاطفية الغبية شائعة الآن، بينما يعرض الناس في أغلب الأحيان عن كل معرفة قيمة أو تحصيل شريف، و ذلك ذهاباً وراء الظهور وفق “الموضة” و ابتغاء المسرات الظاهرية الطفيفة. و النساء يسمحن للزي أن يمسخ أرواحهن و يميتها جوعاً، و بذلك يصرن للمجتمع لعنة لا بركة — (ب: 6 كانون الأول — ديسمبر 1881). SM 374.1
* * * * *