الأمر متروك لكم أيها الشبان و الفتيات أن تعزموا أن تكونوا موضع ثقة الآخرين و أمناء و مستعدين و عازمين أن تقفوا للحق في جميع الأحوال. أراغبون أنتم في أن تصوغوا عادات قويمة؟ إذاً فاسعوا إلى معاشرة من شرفت أخلاقهم و سمت أهدافهم. إن ساعات زمن النعمة قد أعطيت لكن لكي تنقوا صفاتكم من كل عيب، و هو ما يجب أن تفعلوه، لا لتحصلوا على الحياة العتيدة فحسب، بل لكي تكون حياتكم نافعة في هذا العالم أيضاً. الخلق الجيد رأس مال أثمن من الذهب و الفضة فلا يؤثر فيه الرعب و لا ينال منه الفشل. و في ذلك اليوم الذي فيه تباد الممتلكات الأرضية سيؤتي ثماره الوفيرة. إن الاستقامة و الثبات و المثابرة صفات ينبغي أن يسعى الكل لإحرازها لأنها تؤتي صاحبها قوة لا تقاوم — قوة تجعله قوياً في فعل الخير، قوياً في مقاومة الشر، قوياً في تحمل الضيق. SM 437.3
إن محبة الحق و الشعور بالمسؤولية لتمجيد الله هما أشد حافزين لتقوية الذهن، أنا الطالب، فإذ عنده هذا الدافع، فهو لن يكون عابثاً مستهتراً، بل جاداً على الدوام، ينصرف إلى دروسه كما لو كانت عين الله ترقبه، عالماً بأن السماء بأسرها مهتمة في أمر ثقافته، و يصبح متعقلاً كريماً، و لطيفاً مؤدباً، متمثلاً بالمسيح و ذا كفاءة، كما أن عقله و قلبه يعملان في وفاق و مشيئة الله — (ز: 220 — 226). SM 438.1
* * * * *