يسوع هو نور العالم، و عليك أن تتبع خطواته في حياتك و ستستمد منه العون في بناء أخلاق قوية متسقة جميلة. و الشيطان لا يقوى على إبطال تأثير النور المنبعض من أخلاق كهذه. إن لدى الرب عملاً لكل منا ليعمله. و هو لا يشترط لذلك أن نكون مؤيدين لما يقدمه البشر من مدح و إطراء، بل ما يقصده هو أن تتسلح كل نفس بقوة الرب. لقد أعطانا الله أسمى عطاياه — ابنه الوحيد ليرفعنا و يشرفنا و يؤهلنا، بإلباسنا كمال صفاته، للسكنى في ملكوته. جاء يسوع إلى عالمنا و عاش كما ينتظر من أتباعه أن يعيشوا. فإن كنا منهمكين في الملذات و كنا من التكاسل بحيث لا نبذل جهداً حاراً للاسهام في عمل الله العجيب فسنمنى بالخسارة في هذه الحياة و بالخسارة في الحياة المستقبلة الخالدة. SM 62.1
إن ما يقصده الله هو أن نعمل، لا بطريقة يائسة، بل بإيمان و رجاء قويين. و إذ نفتش الكتب و يتاح لنا أن نرى التنازل العجيب من جانب الآب ببذله يسوع لأجل العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، ينبغي أن نبتهج بفرح لا ينطق به و مجيد. إن الله يريدنا أن نستعمل لتقدم الحق كل ما يمكن اكتسابه بالتربية و التعليم. على أن التقوى الحيوية يجب أن تظهر في الحياة و الصفات، حتى يمكن رفع صليب المسيح عالياً أمام العالم، و إظهار قيمة النفس في نور الصليب. يجب أن تفتح عقولنا لفهم الكتاب المقدس حتى يتهيأ لنا أن ننال قوة روحية بالاغتذاء بخبز السماء — (ب : 8 نيسان — أبريل 1890). SM 62.2
* * * * *