يجب أن يكون لتابع المسيح إيمان ساكن في القلب، و إلا تعذر عليه أن يرضي الله. الإيمان هو اليد التي تمسك بالعون السرمدي، هو الواسطة التي بها يمكن للقلب المتجدد أن يخفق في وفاق مع قلب المسيح. SM 103.1
إن النسر في جهاده لبلوغ وكره، تطوح به، أحياناً، العاصفة، و تهوي به إلى شعاب الجبال الضيقة، و أن الحب، في كتل سوداء غاضبة، تندفع بينه و بين المرتفعات المشمسة حيث حصّن عشه، فيبدو، إلى حين و كأنه ضل السبيل. فتراه يندفع إلى هنا و إلى هناك، يضرب بجناحيه القويين كأنما هو يغالب بهما السحب المتراكمة المتراكبة لدفعها إلى الوراء. وفي محاولاته الفاشلة لاختراق نطاق سجنه يرسل زعقة هائجة يوقظ بها حمائم الجبال. أخيراً يندفع صعداً في السواد المطبق، و إذ يخترقه، بعد لحظة، إلى حيث أشعة الشمس الهادئة الغامرة يطلق صرخة مجلجلة، هي صرخة الظفر. فالظلمة و العاصفة هما الآن تحته، و نور السماء يشع من حوله، فيأتي، قرير العين، إلى عشه الحبيب في القمة الشامخة. من خلال الظلام وصل النسر إلى النور، و قد كلفه ذلك بذل الجهد، و لكنه كوفئ ببلوغه الغابة التي إليها سعى. SM 103.2
ذلك هو السبيل الوحيد الذي يمكننا أن نسلك فيه بوصفنا أتباع المسيح. نحتاج أن نمارس الإيمان الحي الذي يخترق السحب الواقفة كالجدار السميك، حاجبة عنا نور السماء. أمامنا ذرى من الإيمان لنبلغها، حيث كل ما هنالك سلام و فرحا في الروح القدس. SM 103.3