تقديس النفس هو عمل يومي. لا يخدعن أحد نفسه فيعتقد أن الله يعفو عنه و يباركه بينما هو يدوس أحد مطاليبه. إن اقترافه عن سابق تصميم لخطية واحدة معروفة عنده يسكت صوت الروح الشاهد و يفصل النفس عن الله. و يسوع لا يقدر أن يسكن في القلب الذي يستهين بالناموس الإلهي مهما استغرق هذا القلب بالمشاعر الدينية. لأن الله يكرم فقط الذين يكرمونه. SM 115.2
“إن الذين تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة أنتم عبيد الذين تطيعون”. فإذا كنا نراعي في قلوبنا الغضب أو الشهوة أو الطمع أو الأنانية أو أية خطية أخرى نصبح عبيداً للخطية. “لا يقدر أحد أن يخدم سيدين”. فإن كنا نخدم الخطية فنحن لا نقدر أن نخدم المسيح. و المسيحي يشعر بتحرشان الخطية، لأن الجسد يشتهي ضد الروح، و لكن الروح يجاهد أيضاً ضد الجسد مثيراً عليه حرباً دائمة. و هنا تمس الحاجة إلى معونة المسيح، فالضعف البشري يتحد بالقوة الإلهية، فيهتف الإيمان: “شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح”. SM 115.3
و إذا أردنا اكتساب خلق يكون مقبولاً عند الله يجب أن نكوّن عادات سليمة في حياتنا الدينية. إن الصلاة اليومية هي ضرورية لنمونا في النعمة، و حتى للحياة الروحية نفسها، بقد ما أن الطعام الزمني ضروري لصحة الجسم و حسن حاله، فينبغي لنا أن نتعود رفع أفكارنا إلى الله بالصلاة مراراً عديدة. و إذا شئت الذهن فيجب العودة به، و أن العادة كفيلة، إذا اقترنت بالمجهود المتصل، أن تجعل هذا الأمر ممكناً. لسنا نقدر أن ننفصل عن المسيح لحظة واحدة و نظل مع ذلك في أمان، إذ لا بد لنا من حضوره معنا في كل خطوة، ولا يتحقق لنا ذلك إلا بإتمامنا ما قد وضعه هو نفسه من شروط. SM 116.1