الصفات لا تحرز صدفة، ولا تقررها انتفاضة مسلكية واحدة أو خطوة واحدة في الإتجاه الخاطئ و إنما هي تكرار للتصرف الذي يجعلها تصبح عادة و يصوغها إما للخير أو للشر. إن الصفات الحميدة لا يمكن إحرازها إلا ببذل جهد دائب لا يكل، بأن نستعمل لمجد الله كل ما أؤتمنا عليه من مواهب و إمكانيات. غير أن كثيرين يسمحون لأنفسهم، بدلاً من ذلك، بالانجراف إلى حيث تسوقهم دوافعهم الداخلية أو الظروف، لا لأنه تعوزهم إمكانيات فعل الخير، بل لسبب عدم إدراكهم أن الله يريدهم أن يبذلوا في أيام شبابهم قصارى جهدهم. SM 166.2
لو سلك شبيبة اليوم مسلك دانيال لكان عليهم أن لا يدخروا وسعاً في نشاطهم الروحي. إن الرب لا يريدهم أن يظلوا في مرحلة الاستعداد للخدمة. بل أن يبلغوا أسمى مراتب البراعة و الجودة، و أن يبلغوا أعلى درجة في السلم حتى يخطوا منه إلى ملكوت الله. SM 167.1