ليس في الكتاب المقدس آية واحدة تقر تعاطي الخمر المسكرة. أما الخمر التي صنعها المسيح من الماء في وليمة العرس بقانا فقد كانت عصير عنب نقيا. إنها ” السلاف “ الموجودة في العنقود الذي يقول عنه الكتاب : ” لا تهلكه لأن فيه بركة “ ( اشعياء 65 : 8 ). CCA 520.1
” الخمر مستهزئة. المسكر عجاج
ومن ترنح بهما فليس بحكيم“
” لمن الويل لمن الشقاوة
لمن المخاصمات بلا سبب ؟
لمن ازمهرار العينين ؟
للذين يدمنون الخمر
الذين يدخلون في طلب الشرب الممزوج
لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت
حين تظهر حبابها في الكأس
وساغت مرقرقة
في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان “ ( أمثال 20 : 1 , 23 : 29 — 32 ). CCA 520.2
إن اليد البشرية لم ترسم إطلاقا, صورة هكذا واضحة, للحطة والحقارة والعبودية التي ينحدر إليها ضحية المسكر. إنه مستعبد منحط, ولا قوة له على الإنفلات من الفخ حتى حين يسيتقظ, شاعرا ببؤسه, بل يعود يطلبها بعد ( أمثال 23 : 35 ). CCA 520.3
ينتج السكر من تعاطي النبيذ والجعة ( بيرا ) وخمر التفاح مثلما ينتج من تعاطي المشروبات الأقوى منها, تماما. وإستعمال هذه المشروبات يشحذ القابلية لما أقوى منها, وهكذا تتأسس عادة تعاطي المسكر. والشرب المعتدل هو المدرسة التي يتعلم الناس فيها النسج على منوال السكير, ومع ذلك فإن عمل هذه المنبهات الأخف من سواها هو من المخادعة بحيث يوصل ضحيتها إلى طريق السكر الرحبة من غير أن يشتبه الضحية بوجود الخطر. CCA 521.1
ليس من حاجة إلى الادلاء بالحجج للبرهنة على ما للمسكرات من تأثيرات شريرة في السكر. إذ أن حطام البشرية من نفوس مهدمة, مسلوبة اللب — نفوس من أجلها مات المسيح, وعليها بكت الملائكة — تجدها في كل مكان. انهم لطخة في جبين تمدننا الذي نفخر به. إنهم عار كل بلد, ولعنته, والخطر الذي يتهدده؟. CCA 521.2