كل من يحفظ الوصية الرابعة يجد أن ثمة خطأ فاصلا قد رسم بينه وبين العالم. السبت هو محك. ليس هو مطلبا بشريا بل محكا مع الله. إنه العلامة الفارقة بين الذين يخدمةن الله والذين لا يخدمونه, وسيكون محور الصراع العظيم في الحرب بين الحق والباطل. CCA 586.1
البعض من شعبنا قد أرسلوا أولادهم إلى المدرسة في السبت. لم يجبروا على ذلك, وإنما عارض المسؤولون في المدرسة في قبول الأولاد ما لم يداوموا ستة أيام في الاسبوع. وفي بعض هذه المدارس يتلقى الأولاد تعليما, لا في فروع الدرس العادية فحسب, بل أيضا في أداء أنواع متعددة من العمل. وإلى هذه المدارس يرسل في السبت أولاد الذين يدعون أنفسهم سبتيين. لقد سعى بعض الوالدين لتبرير مسلكهم باقتباسهم كلمات المسيح القائلة أنه يحل فعل الخير في السبت, غير أن هذه الحجة نفسها تعني أيضا تعني أيضا أنه بإمكان الناس أن يشتغلوا في السبت, إذ يجب عليهم أن يحصلوا على خبز لأولادهم, وإذ ذاك لا يبقى من حد أو خط فاصل يظهر ما ينبغي وما لا ينبغي فعله. CCA 586.2
ليس لإخوتنا أن يتوقعوا رضى الله وهم يضعون أولادهم حيث يستحيل عليهم أن يحفظوا الوصية الرابعة. ينبغي أن يسعوا لترتيب الأمر مع المسؤولين بحيث يعفى الأولاد من الحضور إلى المدرسة في اليوم السابع, فإذا خاب مسعاهم فإن واجبهم واضح, إذ عليهم أن يطيعوا ما يطلبه الله منهم, بالغا ما بلغ الثمن. CCA 586.3
البعض يشددون على أن الله ليس هكذا مدققا في مطاليبه, وأن ليس من واجبهم أن يحفظوا السبت بدقة مما يكبدهم خسارة هكذا جسيمة, أو يضعوا أنفسهم حيث يصطدمون بقوانين البلاد. فإنما هنا نمتحن فيما إذا كنا سنكرم شريعة الله على مطاليب الناس كلها. وهذا ما يجعل الفرق واضحا بين الذين يكرمون الله والذين يهينونه, وإنما هنا يكون علينا أن نبرهن عن ولائنا. ان تاريخ معاملات الله لشعبه في كل الأجيال يظهر أنه تعالى يطلب طاعة تامة. CCA 587.1
إذا كان الوالدون يسمحون لأولادهم بأن يتلقوا ثقافة مع أهل العالم ويجعلوا السبت يوما عاديا, فلا يمكن إذ ذاك أن يوضع ختم الله عليهم. بل سيهلكون مع العالم. ولكن ألا يطلب دمهم من والديهم ؟ غير أننا إذا كنا بأمانة نعلم أولادنا وصايا الله ونخضعهم للسلطة الوالدية, ثم بإيمان وصلاة نسلمهم لله فإنه تعالى سيعيننا في مجهوداتنا, لأنه قد وعد بذلك, وإذا مر المهلك في الأرض فبإمكاننا وإياهم أن نختبيء في مظلة الرب. CCA 587.2